صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 29 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

20-02-14 08:28

ماذا سيحدث لو أغلقنا جميع المساجد والمجالس الدينية التي تحث على نشر الكراهية والطائفية في البحرين؟ فها نحن نشهد حل وتصفية المجلس العلمائي، وإن كنّا لا نعلم عنه شيئاً بطبيعة مذهبنا، إلاّ أننا نقدّر أهمّيته بالنسبة للطائفة الأخرى الكريمة، وما غلقه في هذه الفترة بالذّات إلاّ تراجعاً عن الحوار!

الدين والسياسة لم يستطع أحد فصلهما بعد إلاّ الولايات المتّحدة الأميركية، عندما قام رئيسها الثالث توماس جيفرسون بفصل الكنائس عن السياسة والحكومة من خلال فكره، ومن ثمّ صياغته بمعيّة مفكّرين آخرين للدستور الأميركي، الذي أعطى المواطن الحرّية العقائدية وممارستها، وأبعد هذه الحرّية عن السياسة والحكومة.

وبالطبع تختلف بيئة الولايات المتّحدة الأميركية عن البيئة العربية الإسلامية، وحيث أنّ الإسلام لم يفصل السياسة عن الدين، فإنّ كثيراً ممن يشتغل بالسياسة يوجّه بقالب ديني، ومثال على ذلك أعضاء مجلس البرلمان الذين اشتغلوا بالسياسة وهم يلبسون عباءة الدين!

إنّ المحرّض والمطأفن موجودٌ في كثير من بيوت الله ومراكز الدعوة، فهل نستطيع إغلاقها حتى لا يتفوّه أحد بالمحظور؟ كذلك يجب إغلاق شبكات التواصل الاجتماعي لأنّها تحرّض على نشر فكر مغاير للفكر الذي نريده مطبوعاً في أرض الوطن، وأيضاً يجب إغلاق كل مجلس اجتماعي يتحدّث عن السياسة والدين، ولكن الأهم هل ستُحل المعضلة التي نحن فيها بإغلاق بيوت الله أو مراكز الدعوة أو مجالس الدين؟ نشك في ذلك!

إنّنا عندما نغلق المجلس العلمائي وغيره، فإنّنا كمن ندعو إلى الالتفات لفكر المجلس العلمائي، ولكأنّنا نوجّه الآخرين إلى التمسّك بهذا الفكر إن كان خبيثاً كما يُشاع! وللأسف نحن مجتمع يعاني من فوضى عارمة هذه الأيام، ولا نعلم كيف نتخلّص منها، مع أنّ أبواب التخلّص سهلة وواضحة وضوح الشمس، ولكن الحل قد يكون أمام أعيننا وهي مُغلقة لا تريد أن تراه.

«اسحقوه» كانت كلمة الشيخ عيسى قاسم بناءً على بعض التحرّشات «الشخصية» التي قام بها أفراد من عناصر الأمن، طُرحت في شبكات التواصل، وإن كانت الكلمة ثقيلة على القلوب ولا يحتملها البعض إلاّ أنّنا كمجتمع عربي مسلم لا نرضى التحرّش ببناتنا وأعراضنا، وننكرها على كلّ من يقوم بهذا العمل، وما يُحزن حقيقةً سخرية البعض على هذه الكلمة، حيث أخذتهم العزّة بالإثم، في وقتٍ كان من الواجب الاعتذار عن ما حدث، والتحقيق مع من قام بهذا العمل وزجّه في السجن حتّى يكون عبرةً لمن لا يعتبر!

فمعارضتنا للشيخ عيسى قاسم أو علي سلمان أو المعارضة أو الطائفة جميعها لا تعني تنصّلنا عن أخلاقنا، فنحن لا نرضى على أعراضنا وبناتنا، فكيف نرضاها على أعراض وبنات الآخرين؟ أهي السياسة التي جعلتنا لا نشعر بعظم الذنب؟ أم هو القلب الميّت الذي أبعدنا عن مبادئنا الراسخة؟ الله العالم بما أضمرت الصدور آنذاك!

ولا نقول إلاّ ليحفظ الله البحرين من الشرور، ومن الحاقدين المفسدين الذين لا يوازنون حجم المأساة التي حولنا، ومن كل متمصلح مستفيد من وضع أليم يمرّ بنا، وليحفظ الله أهل البحرين ممّا هو قادمٌ إن لم نحقن الدماء ونصلح الأوضاع المتردّية. اللهم آمين. وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 982



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى