جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-01-14 10:23
في الدنيا تمر بمراحل في حياتك، فيوم أنت هاديء وتكبر فتصبح مشاغباً، ثم تتحوّل أفكارك إلى التعصب، وتنضج فتهدأ، ولكن بعض النّاس لا تتغيّر شخصيّاتهم، كالكذّاب والسارق والمنافق والنمّام، وهؤلاء إن لم يتم ردعهم في الصغر لا يستطيع أحد تغيير سلوكهم أو طباعهم إلاّ بمعجزة من الرب!
وقد تستشعر ضعف البعض عندما لا يناقش فكرك وإنّما يتوجّه إلى شكلك، ولكأنّ الشكل هو السبب في أفكارك، ويبدأون بإطلاق الغمزات واللمزات عليك، وفي بعض الأحيان يصغرون أكثر عندما يطلقون أسماء عليك، وهم يعلمون في داخلهم بأنّك أفضل منهم وأعظم منهم في كثير من الأمور.
وقد لا تهتم بالصغائر، ولكن هذه الصغائر تكبر مع الأيام، فتارةً تتجاهل ما يقولون، وتارةً أخرى تضحك على ما يُقال عنك، وفي بعض الأحيان ترد عليهم بأدب، لأنّ أخلاقك لا تسمح لك أن تجرحهم كما يجرحونك أو كما يتطاولون عليك!
هؤلاء حياتهم خاوية من كل معنى جميل، ويفتقرون إلى العاطفة والحب، فيظنّون بأنّهم بالضحك على الآخرين والنميمة عليهم يستطيعون الفوز بحب من يضحك معهم، وللأسف من يضحك معهم هو أوّل من يضحك عليهم وينتقد سلوكهم.
في الأحداث تمّ إطلاق الكثير من الضحكات والنّكات والأوصاف الدنيئة على البعض، وهذا كما وصفناه سابقاً هو حيلة الضعيف، والردّ عليهم سهلٌ جداً، وجرحهم بسيط كذلك، ولكن تغاضى ذلك البعض وترفّع عما يُقال عنه، ولم يصفه قط بالشنيع أو الدنيء، بل قال هذه «جعجعة أطفال»، إلى أن وصل الأمر حدّه، فوجدنا الرد القاسي والعبارات الصريحة في شأن أولئك الخاوين!
الأوصاف وُصفت بها المعارضة، وجرحت شريحة كبيرة، ودخل الدين كالمعتاد في هذا الموضوع، ووجدنا كثيرين من البعض يرد ويصد الكلمات، وأثّرت كلمة كهذه الكلمات في المجتمع البحريني وساهمت في زيادة شرخه إلى أطياف وطوائف!
ليس هذا فقط، فالبعض راح يصوغ كلمات أشد وأشرس لا لشيء إلاّ من أجل زيادة الاحتقان، وإحراق ما تبقّى من أواصر اجتماعية، فدخلت السياسة من باب، ودخل التعصّب من باب آخر، ولكننا نسينا في هذا كلّه بأنّ من يتكلّم عن الناس وينعتهم بنعوت سيئة لمضايقتهم أو التقليل من شأنهم، يقوم بعكس شخصيّته وتربيته وسلوكه، وهو مريض مسكين يظن بأنّه المنتصر في حرب الكلمات.
طبعاً لم نجد من يردع هذه الفئة، فنمت وتكاثرت، ولكنّها منقرضة في النهاية، لأنّ القوي هو من يعامل الناس بحسن خُلقه وتربيته، ويتعالى على تلك السقطات التافهة التي يتفوّه بها الصغار، وبالتالي نجد شأنه يعلو يوماً بعد يوم، ومكانته ترتفع سنة بعد سنة! فلنبتعد عن صغائر الأفواه، ولنلتفت إلى ما هو مهم قادم إلينا، حينها فقط ستخرس تلك الأفواه المريضة، وسنجدها تُحابي وتتودّد وتطلب المغفرة! وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|