صرّحت القوى الوطنية للمعارضة أنّها التقت بسمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأوّل لرئيس الوزراء، بدعوة من سموّه صباح أمس (الأربعاء 15 يناير 2014)، لتدارس سبل إيجاد حوار جاد ينتج صيغة سياسية جديدة تشكّل حلاً شاملاً ودائماً يحقّق تطلّعات جميع البحرينيين نحو الحرّية والمساواة والعدالة والتحوّل الديمقراطي، وفقاً للقيم والمثل الإنسانية المستقرة في الدول الديمقراطية المتقدّمة، ويحقّق تحوّلاً صادقاً نحو الملكية الدستورية الديمقراطية على غرار الديمقراطيات العريقة، وإن صدق كلام المعارضة فإنّنا بتنا على يقين بأنّ الحل الذي يريده الجميع قادمٌ لا محالة.
نحن نثق في ولي عهدنا سلمان بن حمد آل خليفة، ونعلم بأنّ تطلّعاته ومرئيّاته لا جدل فيها، كما وإنّنا نعلم بأنّ هذه المقابلة ما تمّت إلاّ من أجل جميع البحرينيين من دون طائفة ولا عرق ولا مذهب، فالجميع متأهّب والكل ينتظر الفرج، والبحرين تريد أن تزهو مرّة أخرى، إذ يكفينا 4 سنوات عجاف، لاقينا فيها الأمرّين جميعاً، وفئة أكثر من فئة، وليس هناك أمر سرمدي في هذه الحياة، بل التغيير هو سنّة هذه الحياة وأصلها.
ما نطمح إليه كبحرينيين ليس تعديل الوضع المعيشي فقط، فهذا طموح متواضع، بل إننا نطمح إلى مجلس كامل الصلاحيات يدافع ويذود عن مصالح الشعب، ويرجع الحقوق إلى مكانها الأصلي، فالفساد والسرقات وعلو ناس على ناس بسبب المكانة أو الطائفة أمرٌ وجب أن يكون بعيداً عن مجتمع المؤسّسات، وما همّنا وهمّ الشعب إلاّ إرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح، لأنّ العدالة هي ما يتبقى في نهاية المطاف، وأمّا الأمور الأخرى كالنفاق والتمصلح والحقد والكراهية والضغينة ونصب الأفخاخ لمن لا يوافقنا في الرأي أو المبدأ، هي أمور سطحية تذهب في لحظات.
نعلم بأنّ هذا التصريح الذي أطلقته المعارضة خطير جدّاً وذو حدّين، ولكننا نعلم كذلك بأنّ ليس هناك حلٌّ إلاّ الحوار والمصالحة وإرجاع الحقوق، فإن تمّت المصالحة بحوار جدّي جادّ معنى وقالباً، فإنّ البحرين ستخطو خطوةً كبيرةً إلى الازدهار في الشأن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وعليه سنجد أهل البحرين أوّل من يستشعر نجاح الحوار الجاد.
لا جرمَ بأنّ الحوار الحالي كان ميّتاً قبل أن يبدأ، ولا جرمَ بأنّ لقاء ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة بالمعارضة يقطع الشكوك ويساعد على حل الأزمات ويقرّب وجهات النظر، فأهل البحرين الأصيلين أهل تسامح وكرم أخلاق، لا يعرفون للحقد مكاناً أبداً، بل رضعوا الكرامة ومكارم الأخلاق والتسامح والذود عن الحقوق.
أهل البحرين نحن معاً، لإيجاد سبل الحوار الجاد، ونحن معاً من أجل وطننا الغالي، ونحن معاً من أجل مستقبل الأبناء. فلنحاول دعم الحوار القادم بكل ما أوتينا من قوّة، حتى لا تغرق بحريننا الحبيبة، وحتّى نستطيع الخروج ممّا حدث من شرخ سياسي اجتماعي عميق جداً، وليحفظ الله أهل البحرين من كل فاسد وماكر ومتمصلح أراد السوء لهم وجمعنا على كلمة الخير دائماً.