صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 28 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

24-12-13 10:27

عندما تواجه الموت لا تفكّر في تلك السيّارة التي شغلت بالك أعواماً كثيرة، ولا في ذلك البيت الذي شغل تفكيرك الحياة بطولها، ولا تفكّر أيضاً في أحد، وجلّ ما تفكّر به بأنّك لا تريد الموت في هذه اللحظة، وتتوجّه إلى الله بكل الآيات القرآنية التي حفظتها، وتستغفره على الذنوب التي ارتكبتها، وتتشهّد منتظراً الموت!

وما أن تنتهي تلك المواجهة على خير، وتكون في أمان، حتى ترجع إلى عاداتك القديمة، وتنسى الموت حتى ينساك، وتباشر حياتك الروتينية، ولكن يبقى ذلك المنظر المروع في ذهنك لا يفارقك أبداً، ومهما حاولت تناسيه فإنّه يؤثّر في حياتك وتصرّفاتك وعلاقاتك.

هل فكّرت يوماً بأنّك قد تواجه الموت في أية لحظة وأنت غارقٌ في حياتك بعيداً عمّن يحبّك؟ هل قرّرت لحظة أن تسعد من حولك، حتى ترضى من الداخل عن نفسك؟ لا تكن بعيداً عمّن يحميك ويعطيك مشاعره كوالديك وأخوتك وزوجك وأبنائك وأصدقائك الصادقين معك، فهم أولى بحبّك من غيرهم، وهم باقون في حياتك يمدّونك بالحب والمساندة من دون مقابل، هم فقط من يحزنون لحزنك ويفرحون لفرحك ويتألّمون لألمك.

التقينا في إحدى المرّات بامرأة في العقد الخامس من عمرها، تقول لو كنتُ أستطيع إرجاع حياتي، لأعدت النظر في كثيرين ممّن أعطيتهم الحب والمساندة ولقيت منهم سوء الخلق والجفاء، ولاقتربتُ أكثر من والدي وإخوتي وابني، فلقد ضاعت سنوات العمر وأنا أركض وراء من يجافيني، وأجفو من يقترب مني، وللأسف لم أعلم بأهمّية من حولي إلا بعد أن ضاع مالي وعمري في قرب من لا يستحق القرب!

هذه صورة بسيطة عن حياتنا الواقعية، ففي صغرنا كان والدانا هما كل ما لدينا، وهما من نوجّه لهما الحب، وبعد فترة هما من يحاولان الحصول على حبّنا واهتمامنا ولكنّنا نكون مشغولين بحياة أخرى، فلا نعي أهمّيتهما ولا ننتبه إلى ما فقدناه في حياتنا، وما نستشعر الفقد إلاّ بعد فوات الأوان.

لسنا ذوي نظرة سوداوية، ولكننا لاحظنا جحود بعض الأبناء، وبعض الأزواج، وبعض الآباء، الذين انشغلوا بدنياهم عن أسرهم، فعانت الأسرة برودة المشاعر وبعد العلاقة، وبعدها تصدّع الحال إلى وضع عصيب، وفارقت الابتسامة وجوه من يحب.

لا تنتظر أن يواجهك الموت حتى تعرف قيمة من حولك، فالدنيا مازالت مستمرّة، وأنت مازلت باقياً فيها، وتستطيع تحسين علاقتك بأحبابك، وكن أفضل الناس لهم وأحبّهم، حتى لا يبحث أهل بيتك عن حب غيرك، فتصبح على ما تقوم به نادماً أبد الدهر.

انشغل البعض بالرياضة وانشغل البعض الآخر بالسياسة، وانشغل أحدهم بالأصدقاء والفعاليات، ولكن رسالة نوجّهها لهم: أسرتكم وأحبّاؤكم وأبناؤكم أولى بحبّكم من الغير، وأهم باهتمامكم من أحد غيركم، فلا تولّوا وجوهكم أو تصعّروها، ولا تبخلوا عليهم بالحب والحنان والاهتمام، وانتهى.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 895



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى