جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-12-13 11:43
قد نجمع المال وتأتي الشهرة جزافاً، وقد يكون المبدأ في آخر ركن من أركان حياتنا، ولكن المال قد يذهب والشهرة قد تولّي في يوم من الأيام، ولكن المبدأ إن بقى بقي معه كل شيء، وحينها نعلم بأنّ الإنسان لم يفقد إنسانيّته!
بين المال والشهرة والمبدأ عوامل مشتركة ومتضادّة، فمن منّا لا يحب المال؟ إنه زينة الحياة الدنيا، ومن منّا لا يريد الشهرة فهي جاه ومنصب وقوّة، ولكن المبدأ يحتار فيه البعض ويضعه البعض الآخر من ضمن أولوياته، وآخرون يجعلونه هدفاً، وما المبدأ إلاّ قيمة معنوية يستشعرها ذوو الضمائر الحيّة، فهم بمبادئهم يرفضون الفساد ويحاربون المفسدين ويجعلون الآخرين قبل أنفسهم، عندها تظهر إنسانيّتهم الحقيقية.
وقد يكون المبدأ حياً ومثالاً كبيراً عند بعضهم، ولكنّه –نفس المبدأ- عمل مقزّز ومكروه جملةً وتفصيلاً عند البعض الآخر، فعلى سبيل المثال في البحرين نجد البعض يحارب الفساد بشتّى أنواعه، والبعض الآخر يؤثر الاستتار، وبين هذا المبدأ وذاك، البشر هم من يحدّدون قيمته الحقيقية.
لا نريد لملفّات الفساد أن تبقى سجينة الأوراق، بل نريد التوجّه بها إلى النيابة العامة ومن ثمّ القضاء حتى يبت في أمر الفساد والمفسدين، فقضيّة أملاك الدولة ونفطها، وقضيّة فساد ألبا/ ألكوا، وقضيّة فساد الاسكان والتربية والتعليم، كلّها تؤثّر سلباً على المصلحة العامة، ولا تجعلنا نتقدّم، بل نتأخّر للوراء كثيراً!
هل نستطيع محاربة هذا الطوفان بالمبدأ فقط؟ هل المبدأ هو ما يحرّك الشعوب؟ أم أنّ المبدأ كُتب من قبل الفلاسفة الأقدمين ليضيفوا بعض الإنسانية على الإنسان؟ حقيقة نتمنّى أن يحرّك المبدأ الشعوب، ولا يجعلها تتخاذل عن حق أبنائها أجيال المستقبل، فإن ذهب المبدأ ذهبت الإنسانية، وعشنا في قانون الغاب، قانون البقاء للأقوى!
للمبدأ قوّة لا يعلمها إلاّ من يعمل بها، فالمال نحن نصنعه ونجمعه، والشهرة سهلة المنال وقشرية، أما المبدأ فقد يكون ثقيلاً في حياتنا العامّة وصعباً عند الممارسة.
ليتنا نُنشيء مبدأ «أنا بحريني فقط»، فهو مبدأ مهمّ بَعُدَ عنه البعض، فأصبحنا بعده مِللاً وأطيافاً متفرّقة، ولن تهدأ البحرين ما لم نأخذ به فعلياً، ونطبّقه على الكبير والصغير، فأنا بحريني فقط تجعلنا مجتمعاً متعايشاً إن استشعرنا قيمة هذا المبدأ، وتخلق منّا أمّةً لا أمماً متنوّعة، وتقدّم حالنا للأفضل، وترفع من شأننا جميعاً!
ليتنا نقبل النقد، وليتنا نغيّر الحال، وليتنا نعدّل الوضع، وليتنا نستطيع زرع هذه الكلمة معنى وتطبيقاً بين صفوفنا، فإن وصلنا إلى هذا الشأن، صدّقونا سيتغيّر كثير من الحال المتردّي، وسنعيش في حال أفضل وأعلى. وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|