صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 26 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

22-11-13 10:15

تخطّينا جميع المعايير الدولية في التخطيط لنهضة البحرين، وقد حقّقنا الكثير من الانجازات على الصعيد المحلّي والخليجي والإقليمي والقاري والعالمي، وحصدنا الجوائز تلو الجوائز حتى اكتظّت رفوف وزارات الدولة بها! إنّنا بلد نموذجي مع سبق الإصرار والترصّد! أصبح المسئول يتباهى و«يتخضخض» على كرسيه من سكرة النجاحات والتقدم الذي وصلنا إليه، فأصبح مثالاً وأنموذجاً حياً للدول المتقدّمة، وما على ذلك الحاقد في قضيّة «ألبا ألكوا» (المتّهم الأوّل) الذي ذكر بأنّ سلك البلد الرشوى، إلاّ أن يحضر في أسرع طيّارة، ليرى البحرين بعد هطول المطر لمدّة يومين على التوالي، ولنفنّد كلامه الباطل!

على من تضحكون؟ ولماذا نحصد الجوائز وبيتنا متصدّع؟ الجوائز لا تكفي للكف عن الفساد المستشري، والجوائز لا توقف سوء التخطيط على جميع الأصعدة، والجوائز ليست محكّاً لنجاح دولة ما في بناها التحتية، بل يا ليتنا نحصد الرضا (رضا الشعب) عن تحويل ملفّات الفساد إلى النيابة العامة ومن ثمّ إلى القضاء حتى تنزل العدالة.

بلد نموذجي في ملفات الفساد، وإلى الآن نحن نغض النظر عنها، ونتعامل بها كتعاملنا مع الورق، يُرمى في الزبالة أو للتدوير، ولكن صناعة الإصلاح لا تتم إلا عن طريق وضع المرهم على الجروح ومداواتها، لا زيادة الطين بلّة بالتغطرس تارةً، والتغافل تارةً أخرى!

الحقيقة المرّة ليست في مشكلة هطول الأمطار فقط، بل هي مشاكل متراكمة لم تنتهِ ولن تنتهي من دون «شَخل» المفسدين وإبدالهم بأولئك الذين ينتجون من أجل الوطن، فالسيّارة الفارهة والمبلغ الكبير في المصرف يعميان صاحبهما عن عمله الحقيقي، وقد يكون هناك وزير رصيده في البنك (شيء وشويات) بعد أن كان لا يملك عشرة دنانير، وفجأة ملك عشرات الملايين، فهل هناك من يحاسبه على ذلك المبلغ أم انّه شرف بعد تكليفه؟ كما قال المتّهم الأول بأنّ هذا هو النظام المعتمد في البلد!

لا نريد زخّات الفساد تهطل علينا كهطول المطر، فهي نقمة وليست نعمة، ومن يقول عكس ذلك فهو لا يحب وطنه، حب الوطن ليس بزيادة الرصيد في البنك، وليس في النفاق، وليس في مد اليد للمسئول حتى يعطيه قطعة أرض أو مبلغاً من المال، وليس كذلك في العبودية، بل حب الوطن في الإصلاح والمحافظة على الثروات، وفي العدالة والحكمة من أجل النهوض به.

إننا في وضعٍ لا نُحسد عليه، إذ وجدنا الناس تتمايل بالكلام الكثير حول المطر، وتركوا الأمر الأهم، وهو تحويل ملفّات الفساد إلى النيابة وإرجاع ثروات البلد إلى ميزانية الدولة، وإرجاع الأراضي إلى أملاك الدولة، حينها سنجد مشكلة المطر ستّحل لأنّ المشكلات الكبرى ستُحل، وسيعم الخير على الجميع، الصغير قبل الكبير، ولن نجد تراكم المشكلات إلاّ القليل منها، لأن المحاسبة ستكون شديدة وقويّة، وبالتالي لن يمد أحدٌ يده على المال العام. فمدّ اليد على المال العام أنتج الفساد، ومن الفساد تنتج المشكلات والأزمات، وبعدها يبدأ الغضب، الذي هو أساس دمار أي دولة في العالم. وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1041



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى