صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 29 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

10-11-13 07:42

لا نتفاجأ عندما تزول دولة ما في أي لحظة من اللحظات، وغريب أمر الحكّام الذين يظنون بأنّهم مخلّدون، ونسوا بأنّ ناموس الحياة ينتصر دائماً، ولنا في دولة الأمويين وأمرائها عبرة لا تنسى!

لقد حكموا عشرات السنين وظنّوا بالله الظنون، واعتقدوا خلودهم أبد الآبدين، وجيّشوا المتمصلحين ورجال الدين حولهم، فأصبحت الفتاوى بحسب أهواء أمراء بني أميّة، وابتعدوا كل البعد عن منهج الرسول (ص) والخلفاء الراشدين من بعده.

إنّهم استعبدوا الناس، وروّضوهم من خلال رجال الدين والمتمصلحين، فلقد تكيّف الدين حسب مطالب الحاكم وليس حسب ما شرّعه الله سبحانه وتعالى، فذهب خلودهم وذهب مجدهم، وتشتّتوا في بقاع العالم، فأين هم اليوم إلا في كتب التاريخ؟

لم يظن أحد بأنّ العبّاسيين وهم قلّةٌ استطاعوا تحريك الشعوب لإسقاط حكم بني أميّة، فلقد استصغر الأمويون مطالبة العبّاسيين بالحكم، فما علموا بأنّ الدنيا لا تدوم لهم، ولو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم، ولكن لو كانوا يعلمون بأنّ ديمومتها «العدل» فإننا كنا سنجد حكمهم إلى اليوم باقِ لا يغيب!

يذكر التاريخ حينما وُزّعت الإقطاعات والأراضي والبساتين وأموال الدولة على أمراء بني أميّة ومن يتبعهم، وحظي المواطن بالفتات، وبعدها أتى عهد سيدنا الأموي عمر بن عبدالعزيز حفيد سيدنا عمر بن الخطّاب (رض)، فحاول تصحيح مسار الدولة من الفساد الإداري والسياسي والمالي والاجتماعي، وقام خلال سنتين ونصف بإرجاع أموال الدولة إلى بيت مال المسلمين، ولم يسرق ولم يأخذ مالاً ليس له حق فيه، ولم يعطِ العطايا لمن ينافقه أو يجاريه في خطأ لم ينتبه إليه، بل رفع شأن المسلمين/ المواطنين / الشعب، ولم يجعلهم مستعبدين خانعين من قبل الأمراء والمتسلّطين!

وعليه خلّد التاريخ هذا الأمير الذي سُمي بخامس الخلفاء الراشدين، وقُتل غدراً لعدالته وإرجاعه الحقوق لأصحابها. وأوّل من فرح لقتله هم الأمراء الذين منع عنهم أموال المسلمين وأراضيهم.

لو استمر الأمويون على عدالة عمر بن عبدالعزيز لما استطاع العبّاسيون تحريض الشعوب ضدّهم، ولما سقط حكمهم أشد سقطة، على رغم أنّهم وصلوا إلى قمّة التطور في العلم والترجمة والاقتصاد، كلّ هذا لم ينفعهم بغياب «العدالة»!

هذه العدالة التي تصعب على بعض الحكام والأمراء، كونها مرّةً عند تحقيقها، ولكن ليصدّق الجميع بأنّها في بداياتها مرّة فعلاً، إلاّ أنّه عند تنفيذها سيستشعر الحكام قبل الشعوب حلاوتها، من خلال رضا الله وثم شعوبهم عنهم، وليس فئة المنافقين والمتمصلحين والأفّاقين.

لا يصح إلاّ الصحيح، هكذا علّمتنا الدنيا، ولا نستطيع تغيير ميزان الحياة، جلّ ما نستطيعه اليوم هو النصيحة لمن يأخذها ويستفيد منها، فقد تمر الأزمان ويؤخذ علينا بأنّنا كنا غير ناصحين لمن يحتاجها. وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1015



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى