يوم السادس من أكتوبر 1973 كان يوما من الأيام الخالدة في تاريخ الأمة العربية وكان لحظة استثنائية في عمر التاريخ لأن الأمة العربية كانت على قلب رجل واحد فتحقق لها النصر.
وبعد أربعين عاما من هذه الحرب الخالدة أتى أكتوبر وهناك درجة من الشبه النسبي بين مواقف القادة العرب الحاليين ومواقف القادة الذين كانوا موجودين آنذاك.
في أكتوبر 1973 قام جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود عليه رحمة الله بقيادة الأمة لمساندة مصر في مواجهتها المباشرة مع العدو الاسرائيلي بعد سنوات كانت الأمة العربية تشعر فيها بالعار.
كان الملك فيصل بن عبدالعزيز عظيما عندما أعطى الأوامر بإعطاء مصر كل ما يلزمها من دعم مالي لكي تستطيع الصمود في معركتها، وكان عظيما عندما اتخذ قرار منع تصدير النفط لجميع دول الغرب التي تساند إسرائيل وحذا حذوه بقية القادة الخليجين، فكان نفط الخليج سلاحا حاسما في هذه الحرب.
أما أكتوبر 2013 فجاء ليشهد موقفا تاريخيا آخر لقائد سعودي عظيم أيضا هو خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي وجد مصر أيضا على حافة الخطر وأن مؤامرة كبرى تحاك ضدها وأن مصر إذا سقطت لا قدر الله فريسة للفوضى والإرهاب سوف تكون النهاية لأنها سيتم تفتيتها وإزالتها من الخريطة لتكون الحلقة الأخيرة التي تسبق تقسيم الأمة كلها وفق مشروع الشرق الأوسط الكبير.
ما أشبه الليلة بالبارحة، فلقد رفض جلالة الملك عبدالله أن يترك صندوق النقد الدولي وغيره من القوى لكي تلوي ذراع مصر وتتحكم في مصيرها عن طريق استغلال ظروفها الاقتصادية وتركيع شعبها ومنعه من مواجهة المؤامرة التي أرادت أميركا أن تنفذها بأيدي الإخوان المسلمين.
فلقد قام جلالته بتقديم مساعدات مالية سخية لمصر وتبعه أيضا سمو أمير الكويت ورئيس دولة الامارات العربية في تقديم المساعدات التي مكنت الحكومة المصرية من الصمود في وجه المؤامرة، إلى جانب وقوف البحرين بأشكال أخرى إلى جانب الشقيقة مصر.
الخطر الذي كان يحدق بمصر والأمة قبل أكتوبر 2013 لم يكن أقل من الخطر الذي كان يواجهها قبل وخلال أكتوبر 1973 ولذلك كان القادة العرب على مستوى اللحظة وعلى مستوى المسؤولية، وسوف يدون التاريخ بأحرف من نور أن دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية قد شاركت بسهم وافر في صنع التاريخ وفي إحباط أكبر مؤامرة تعرضت لها الأمة في التاريخ الحديث.