جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-10-13 08:06
وبعد أن تمّ نقلي من مدرسة الحد الابتدائية للبنين مسقط رأسي إلى مدرسة مدينة عيسى الابتدائية للبنين، تنفيذاً لـ «قرار وتوجيهات» في الوزارة مهما كانت أسباب الترحيل، فإنّ العمل لن يتوقّف بتغيير المكان، ولكن تبقى مدرسة الحد الابتدائية للبنين لها تلك المكانة في قلبي، بعد مدرسة الاستقلال الثانوية للبنات.
قد يتساءل البعض عن سبب التحدّث عن مدرسة الحد، فنحن لسنا في صدد قصّة قصيرة، ولسنا في وقت يتكلّم المحب عن حبيبه، ولكن إليكم قصّة مدرسة الحد التي مرّت في حياتي:
ففي سنة 2009م دخلت مدرسة الحد وكانت مديرتها آنذاك الاستاذة العظيمة فاطمة بوزبون، وقد نهلت منها الكثير وتعلّمت على يدها الكثير كذلك، وخصوصاً في مجال التربية قبل التعليم، فلقد كانت أمّاً رائعة ومربّية فاضلة للجميع قبل أن تكون مديرة مدرسة، ولا يكفي الكلام للتحدّث عن هذه الإنسانة الراقية، إلاّ أنّ القدر قد شاء بعد أحداث فبراير/ شباط 2011م بأن تم نقلها عن هذه المدرسة العريقة، وقد لاقت هذه المرأة الكثير من الكذب والافتراء والتقوّل عليها وخصوصاً من قبل أحد البرامج الطائفية في التلفاز إبان تلك الفترة العصيبة التي مرّت بها مملكتنا الغالية.
ومن ثمّ وضع القدر أمامي فجأة مديرة فاضلة كذلك مريم العمّاري، والتي كان لها أسلوبها المميّز في إدارة مدرستها، ويشهد لها الجميع بالدقّة والموضوعية والعمل اللامتناهي، وأيضاً شاءت الأقدار أن يتم نقلها إلى مدرسة أخرى، وكان ذلك أمراً غريباً جدّاً إذ إنها لم تستمر في المدرسة أكثر من شهر، وفي اعتقادي بأنّ السبب هو صدقها وموضوعيّتها أمام الجميع.
وبعد ذلك وصلت إلينا مديرة فاضلة أخرى ألا وهي لطيفة علي عيش، وهي قصّة بحد ذاتها من قصص حياتي، إذ بدأتُ العمل معها وأنا لا أتقرب منها وهي حذرة منّي كذلك بسبب ما وصل لها عن توجّهاتي، وانقلبت العلاقة إلى علاقة مودّة وترابط لا متناهيين، والسبب في ذلك أنّها أثبتت لي وللجميع قدرتها على القيادة، وكذلك التمستُ فيها الإنسانية، هذه الإنسانية التي لا توجد عند كثير من النّاس. لم ينقصني شيء من الترحيل، ولكن كانت دموع مديرة المدرسة ومن حولي ممّن عمل معي وعرفني غالية أشد الغلاء، وقد أعطت تلك الدموع لعملي معنى، فالعمل والإنتاج لا يوقفه شيء، وقد ينتهي العمل مع أحدهم، ولكن لا تنتهي العلاقة الطيّبة والرائعة التي كانت معهم. أشكر الذي رحّلني إلى المدرسة الجديدة، فهو لا يعلم بأنّ النقل إلى مكان آخر سيزيدني خبرة وسيعرّفني على بيئات بحرينية مغايرة لبيئتي، وأشكره كذلك لأنّه بيّن لي مدى حب طاقم مدرسة الحد لي، وأوضح بأنّ من يحاول تشويه الصور لا يعلم بأنّ الشمس واضحة ولا تخفيها الأكف! فشكراً يا مدرسة الحد الابتدائية للبنين بهيئتيها الإدارية والتعليمية وطلبة وأولياء أمور على ما قدّمتوه لي من خبرة، وشكراً لمديرة المدرسة لطيفة علي عيش على تلك العلاقة الطيّبة التي كانت بيني وبينها، وشكراً لكل الدموع والأحزان التي رأيتها في وجوه صحبتي وأحبّتي، فلقد علّمتني هذه الدموع بأنّ بيئة العمل لا تقتصر على العمل، بل إنّ العواطف تلعب دوراً مهماً من أجل الإنتاجية والتميّز، ولا نعلم بها إلا حين الفراق. وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|