جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
25-09-13 12:29
من موقع عمله كرئيس للبلدية ورئيس لمالية الحكومة، بدأ الشيخ خليفة بن سلمان في وضع الخطط والدراسات اللازمة لتوفير احتياجات المواطنين في مجال الخدمات العامة، وترتيب الاولويات بالنسبة لهذه الخدمات، وقد احتل السكن اللائق والصحي لكل مواطن، مكان الصدارة على قائمة هذه الأولويات، وانطلاقا من هذا المبدأ، وضعت الحكومة الخطط والبرامج التي بدأت تؤتي ثمارها خلال النصف الأول من عام 1962، عندما قام الشيخ خليفة بتوزيع مائتي "وثيقة ملكية" على أهالي قرية المالكية، وفي النصف الثاني من العام نفسه، وبالتحديد في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السابع من أغسطس، أدار سموه مفتاح توصيل الطاقة الكهربائية إلى قرية كرباد.
ومع رسوخ مبدأ "توفير المسكن المناسب لكل مواطن" على قائمة الأولويات، حرصت الدولة على تخصيص جهة حكومية تتحمل مسؤولية الاستمرار في تطبيق هذا المبدأ الرئيسي والمهم، من اجل ذلك، صدر عن حاكم البحرين في 11 سبتمبر عام 1962 المرسوم رقم 2 لسنة 1962، الخاص بإقامة مشروع الإسكان والتمليك، وقد جاء في هذا المرسوم، نحن عيسى بن سلمان آل خليفة، حاكم البحرين وتوابعها، ورغبة منا في تيسير حياة أفضل لذوي الدخل المتوسط والمحدود من أبناء شعبنا العزيز، وبناء على ما عرضه علينا رئيس المالية، قررنا إصدار هذا المرسوم...". وكان المرسوم ايذانا ببدء المسيرة الحكومية نحو توفير المسكن الصحي الملائم لكل مواطن، وقد شكلت لهذا الغرض "لجنة الإسكان" التي ضمت في عضويتها كلا من السيد علي عبد الرحمن الوزان، والسيد عبد الله غلوم، والسيد صادق محمد البحارنة، والأستاذ احمد العمران.
وتنفيدا لما ورد في هذا المرسوم، واحتفالا بعيد الجلوس الأول للشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين، قام الشيخ خليفة بن سلمان رئيس المالية ورئيس لجنة الإسكان في 16 ديسمبر عام 1962 بتوزيع 41 بيتا في مدينة المحرق، و244 بيتا في المنامة، ولم تمض أيام حتى قام الشيخ خليفة أيضا، في يوم الخميس 20 ديسمبر، بتوزيع 81 وثيقة ملكية لأهالي مدينتي المنامة والمحرق.
وفي إطار اهتمامه بخدمات الإسكان، قام سمو الشيخ خليفة بعد ظهر يوم الأحد التاسع عشر من مايو عام 1963 بإدارة مفتاح التشغيل، ليتدفق الماء العذب إلى منطقة الحد، وقد بلغت تكلفة هذا المشروع نصف مليون روبية "50 ألف دينار" وتم من خلاله تغذية نحو 150 منزلا بالماء العذب.
ومرة أخرى تجلت إرادة التحدي ومواجهة الصعب من جانب الشيخ خليفة، وذلك من خلال الإصرار والعزم والجهود التي بذلها لإتمام مشروع إنشاء مدينة سكنية كاملة، فقد كانت إدارة الإسكان، التي تم إلحاقها بدائرة المالية، تقوم بوضع الدراسات للمشاريع الإسكانية، ثم تعرضها على اللجنة الاستشارية للإسكان، التي كان يترأسها الشيخ خليفة، وذلك للنظر في هذه المشروعات ودراستها دراسة متأنية، وبحث التوصيات المتعلقة بها بحثا مستفيضا، وبصفته رئيسا للمالية، كان سموه يبذل أقصى ما يمكنه من جهد في متابعة الإعداد للمشروعات الإسكانية، والعمل على رصد الميزانيات اللازمة لإنجازها دون تأخير، وسارت الأمور على هذا النهج من مشروع إلى مشروع، حتى سنحت الفرصة أمام صاحب السمو الشيخ عيسى والشيخ خليفة ليتوجا جهودهما في توفير السكن المناسب لكل مواطن، من خلال إقامة مدينة حديثة ومتطورة في المنطقة الكائنة بين المنامة والرفاع، تمثل اكبر مشروع إسكاني حديث يقام في منطقة الخليج العربي في ذلك الوقت.
ومع بدء الخطوات التنفيذية لإنجاز هذه الخطوة العملاقة عام 1964، دبت الحركة والنشاط في منطقة المشروع الذي تضمنت تخطيطاته، بالإضافة إلى المساكن والمدارس والمراكز الصحية، إنشاء استاد رياضي حديث، فضلا عن العديد من المرافق والخدمات اللازمة لتوفير سبل الراحة والحياة الكريمة للمواطنين، وكانت الزيارات الميدانية المتكررة التي قام بها الشيخ خليفة لموقع المشروع، بمثابة حافز قوي لجميع العاملين فيه، فقد كان حريصا على التواجد معهم بشكل شبه يومي، وكان تشجيعه لهم حافزا على بذل المزيد من الجهد، ومواصلة الليل بالنهار، وصولا إلى يوم الإنجاز الكبير.
وقد تم إنجاز هذا المشروع التاريخي في عام 1968، وقام سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البلاد بافتتاح المدينة الجديدة، في احتفال كبير أقيم بهذه المناسبة في استاد المدينة، وشارك فيه أربعة ألاف طالب وطالبة، قدموا مجموعة من الاستعراضات والتشكيلات الجميلة، وتكريما لحاكم البلاد، وعرفانا من المواطنين بجهوده في إنجاز هذا المشروع الحيوي، قرر سمو الشيخ خليفة تسمية المدينة الجديدة باسم "مدينة عيسى".
ومنذ ذلك الوقت، تسارع دوران عجلة بناء المساكن والمرافق الصحية للمواطنين، كما استمرت قيادة البلاد في تقديم الأراضي للمواطنين لكي يشيدوا عليها مساكنهم، بالإضافة إلى تقديم المساعدات للأشخاص غير القادرين على بناء المساكن.
وبرغم الأعباء التي فرضها مشروع المدينة الجديدة، إلا ان الحكومة استمرت في توصيل الخدمات وإنشاء المرافق في جميع مناطق البحرين عامة والقرى خاصة، ففي منتصف عام 1964 قام سمو الشيخ خليفة بن سلمان رئيس المالية ورئيس بلدية المنامة آنذاك، بافتتاح مستشفى الولادة بمنطقة سترة.
وقد خصصت الحكومة الكثير من الأموال لتوصيل الخدمات للمواطنين في جميع المناطق، حيث أعلنت في أكتوبر عام 1964 عن خطة لتزويد قرى منطقة سترة ومنطقة الخميس وطشان وجدحفص والسنابس والديه ومنى ومرزون والمالكية وكرزكان وغيرها بالماء، وقد بلغت تكاليف هذه المشروعات أكثر من ثلاثة ملايين روبية "300.00 دينار"، كما عمد الشيخ خليفة في إطار هذه النهضة العمرانية، إلى دعم الجهود الرامية إلى رفع المستوى التعليمي في البلاد، وإعداد الكوادر الوطنية للتعليم، وذلك عن طريق افتتاح المعهد العالي للمعلمين في عام 1966 .
وقد شهد مطلع الستينيات، مع تولي سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم، بداية إرساء قواعد الدولة الحديثة، فتعددت المشاريع في كل مجال، وتسارعت حركة العمل في كل موقع، وكان سمو الشيخ خليفة يتابع بنفسه كل لبنة تضاف إلى هذا الصرح العظيم، ورغم ذلك، ظلت التنمية العمرانية وتوفير المساكن اللائقة للمواطنين شغله الشاغل، وما زال حتى يومنا هذا، يضع هذا الهدف النبيل في موقع الصدارة على قائمة اهتماماته واولوياته.
ولم تتوقف جهود الحكومة في مجال التنمية العمرانية عند هذا الحد، فتوالت الإنجازات يوما بعد يوم، وتم إنشاء مدينة حمد، وآلاف الوحدات السكنية في مختلف أرجاء البلاد، ولسنا هنا في معرض الحديث عن تفاصيل هذه الإنجازات، ولكن هناك واقعة صغيرة أود الإشارة إليها، فقد حدث في أوائل عام 1971 ان قام سمو الشيخ خليفة بزيارة إلى منطقة أم الحصم، وهناك، لاحظ ان عددا كبيرا من المواطنين يعيشون في بيوت مبنية من سعف النخيل، ولم تمض على تلك الزيارة شهور قليلة حتى وضع بنفسه حجر الأساس لمشروع أم الحصم الإسكاني، الذي ضم أكثر من مائة وحدة سكنية، أعطى الأولوية في توزيعها لساكني بيوت سعف النخيل.
|
خدمات المحتوى
|
من كتاب خليفة بن سلمان رجل و قيام دولة
تقييم
|
|
|
الرئيسية
الصور
المقالات
البطاقات
الملفات
الجوال
الأخبار
الفيديو
الصوتيات
0 | 
0 | 
2649
