صحيفة مدينة الحد الالكترونية
السبت 27 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

29-06-13 01:47

ما أن سمع الجميع بخبر حادث كوبري السيف الأليم حتّى ترحّموا على الفتاتين اللتين توفّيتا في الحادث، وتألّموا لحال والديهم وأهلهم على مصابهم الجلل، ودعوا المولى بأنّ يكون مثواهم الجنّة.

الحذر لم يوقف القدر، وها نحن نرى أمام أعيننا ما أصاب الفتيات الثلاث، إذ أنّ واحدةً منهن نجت بمعجزة، وندعو الله لها الشفاء العاجل واللطف بحالها، فمهما وصفنا معاناتها، فإننا لن نفلح في محو تلك الذكرى الأليمة التي مرّت عليها.

هؤلاء الفتيات كنّ في مقتبل العمر يذهبن بالسيارة إلى مقر تدريبهن، كتلة من الطاقة والحيوية وريعان الشباب، دفعن ثمن غفلة أحدهم، وما هذه الغفلة بالبسيطة، فلقد تضرّرت عوائل منها وأصحاب وأحباب. وما دعاؤنا لهنّ إلاّ أن يُحتسبن عند الله شهيدات، فلقد كان العلم منارتهنّ من أجل الحياة، ومتن في طريقه.

نعم، هناك لائمة على الحواجز الموجودة في الكوبري، ولكن من يذهب إلى بلدان أخرى يجد شوارع بلا حواجز، بلدان متقدّمة ليس بشوارعها حواجز، ولكن لدى أهلها الوعي التام بأصول القيادة، فحياتنا وحياة الآخرين في خطر ما دام هناك مستهترون في الشوارع!

كم حادثاً أليماً أدّى إلى الموت هذه السنة؟ كم شاباً وشابّة لقوا حتفهم بسبب تهوّر البعض؟ لماذا لا نساعد الإدارة العامّة للمرور في سعيها الحثيث لتطبيق قواعد الأمن والسلامة؟ لماذا لا توجد اختبارات نظرية قبل الحصول على الرخصة، فالاختبارات العملية ليست كافية؟ هل هناك خطّة ستتّخذها الإدارة العامة للمرور من أجل تقليل نسبة الحوادث المرورية الخطرة؟ ولماذا هذه الحملة على وزارة الأشغال، خصوصاً أنّ الحواجز الاسمنتية أثبتت خطورتها كذلك؟

أسئلة كثيرة وهناك أسئلة أكثر لدى الجميع، فكلّما نجد الموت أمامنا في حادث أليم، نترقّب من أجهزة الدولة السعي من أجل نشر الوعي المروري، فذاك الشاب لقي حتفه بسبب انشغاله بهاتفه، وتلك الشابة لقيت حتفها بسبب إهمال ذلك السائق ودخوله على مسارها وهو في سرعة قصوى، وبالطبع القدر أمامنا ولكن ألا يجب علينا الحذر؟ فلقد بتنا نلقي الشهادة قبل خروجنا من البيت، لأنّ هناك مستهتراً قد يلقي بنا إلى التهلكة!

سمعنا عن القوانين التي ستسنّها الإدارة العامة للمرور، وسمعنا بالنكات والسخريات حول هذه القوانين، ولكن أنا مع الإدارة العامّة للمرور في سعيها بأية طريقة ممكنة إلى إيقاف ما نراه كل يوم من حوادث تأخذ فلذّات الأكباد إلى بطن الأرض، ونعم معاشي لا يوازي المخالفة، ولستُ من ذوي الدخل العالي، ولكني عندما أرى استهتار البعض برسوم إدارة المرور حول الأمن والسلامة وقواعد السياقة، فإنّي أتمنى أن يُسن القانون وبسرعة قصوى.

لا تستغربوا هذا الرأي يا اخواني، فلقد رأيت بعض الناس يسلمون السيّارة لأبنائهم من دون رخصة قيادة، والتعرّض لقتل أبرياء من غير قصد، وفي النهاية يتحسّرون ويبكون. ووجدت البعض الآخر يقود السيارة ولكأنّها طائرة حتى لا تكاد ترى غبار إطاره، وبعد أن تصل إلى نقطة معيّنة، تجد رأسه متناثراً في وسط الشارع من شدّة الصدمة! أهذا ما نريده لأجيال المستقبل؟ أهذا السبب يجعلنا نوقف قوانين الإدارة العامة للمرور؟ فقد يكون قانون واحد رادعاً لعشر حوادث مرورية أليمة!

أتذكّر طالبتي فاطمة زينل، التي وافتها المنيّة منذ سنوات بسبب السرعة، تلك الطالبة الحسّاسة والمتقدة بالحياة، التي طالما افتخرت بها أمّها أمامي، وكانت على قدر المسئولية، فكانت من أوائل الطالبات في العلم، وأكثرهنّ مشاركة في الفعاليات، وكانت مواطنة قد تكون في منصب قيادي في يوم من الأيام، ولكن تلك مشيئة الله، ولو كانت هناك قيود أكثر على السائقين، لما تعرّضت هذه الفتاة إلى ذلك الحادث الأليم، ولما كتبنا عنها وعن فتيات حادث كوبري السيف أبداً.

ندعو الله لكل أب وأم فقد ابناً له في حادث بالصبر واللطف، فلله ما أخذ ولله ما أعطى، كما ندعو لهاتين الفتاتين ولطالبتي وللجميع بالجنّة والفردوس الأعلى، فلقد كنّ ضحيّة حادث سير ونعتبره حادث قتل. وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1021



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى