صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الإثنين 29 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

03-06-13 06:56

راقبت شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها الرأي العام البحريني منذ ديسمبر 2010 التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط بالتغييرات السياسية التي أدت إلى تغيير النخب الحاكمة. ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم كانت التصريحات الأمريكية حول الربيع العربي تؤكد أهمية الاهتمام بتطلعات الشعوب العربية نحو الحرية. وكان مسؤولو واشنطن يناشدون الحكام العرب ضرورة الاستماع إلى آراء الشعوب العربية المتعطشة للحرية، وكانوا أيضاً يطالبون بالتحاور بشكل ذي مغزى.. إلخ.
ولكننا اليوم نشاهد الشعوب العربية، ومن بينها شعب البحرين أيضاً يعبّر عن رأيه عندما شاهد مقاطع من الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام، وهو رأي غاضب رافض لهذا الفيلم. فلماذا اعتبرت واشنطن هذا التعبير عن الرأي عنفاً ووصفته في بعض الدول بأنه إرهاب؟.
لن نختلف حول رفض الاعتداء على السفارات والمصالح الأمريكية حول العالم، ولكننا يجب أن نتفق بأن من حق الشعوب العربية التعبير عن رأيها، فهي كانت بحسب المعايير الأمريكية قبل الربيع العربي متعطشة للحرية والديمقراطية، واليوم بعد نجاح بعض ثورات الربيع العربي صار من حقها الاستمتاع بالحرية والديمقراطية، وواشنطن ساهمت بنجاح في تكوين هذه الحرية والديمقراطية للشعوب العربية من خلال ابتكارها الفوضى الخلاقة في المنطقة.
واشنطن دعت الحكام العرب إلى تلبية تطلعات شعوبهم بالحرية والديمقراطية، واليوم بعد أن نالوها وصفت تعبيرهم عن حرية آرائهم بأنه عنف، وإرهاب، و.. و.. إلخ.
البحرينيون وغيرهم من الشعوب العربية يرغبون اليوم في فهم ما هي الحرية بالنسبة للولايات المتحدة؟ هل الحرية تعني عدم انتقاد أمريكا، وعدم توجيه اللوم لها إذا تمت الإساءة لمقدسات العرب والمسلمين؟ وهل تعني الحرية بحسب المفهوم الأمريكي عدم مواجهة الجماهير عندما ترغب في التعبير عن رأيها؟.
لنتحدث عن مستوى أصغر من الطرح، عن الوضع في البحرين، فواشنطن منذ أحداث فبراير 2011 كانت تدعو الدولة والقيادة السياسية إلى الاستماع لمطالب الشعب وآرائه وتطلعاته، وعندما تم الاستماع لمثل هذه الآراء بحوار التوافق الوطني، استمرت واشنطن في إلحاحها ضرورة الاستماع لآراء هذه الفئة، وعندما واصلت هذه الفئة أعمالها الإرهابية دعت واشنطن مرة أخرى إلى الاستماع لآراء هذه الفئة أيضاً، رغم أن هناك من دعا إلى أن تعتبر واشنطن أعمال العنف إرهاباً، ولكنها مازالت مصرة على ضرورة الاستماع لآراء من يقوم بالأعمال الإرهابية. فلماذا لا تستمتع واشنطن اليوم لآراء شريحة واسعة من شعب البحرين ترغب في التعبير عن رأيها حول الفيلم الأمريكي؟.
اليوم نستغرب؛ لماذا لا تستمع واشنطن إلى الشعوب العربية التي فتحت المجال لها نحو الحرية وملء عطشها من التعبير والرأي؟
باختصار واشنطن فتحت لنا المجال نحو حرية التعبير، ولكن يبدو أنها حرية تعبير مناهضة للدولة والحكام ومكونات المجتمع، ولكنها ليست حرية تعبير عندما تكون مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية. فعلاً ازدواجية واضحة للمعايير اعتدنا عليها.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 876



خدمات المحتوى


يوسف البنخليل
يوسف البنخليل

تقييم
8.10/10 (6 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى