جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
31-05-13 07:39
ما هذه الجلسات التي يتفاوض في شأنها الفريقان، فريق المعارضة وفريق السلطة؟ وما المردود الايجابي لجميع الجلسات الماضية والجلسات المعلّقة؟ وهل ننشد توافقاً في ظلّ المشاحنات وعدم التفاوض؟ هل يتوقّع أحدكم نجاح حوار ليس فيه تكافؤ ولا مرونة؟
جلسات الحوار هذه الأيام حرجة جداً، ولا نرى لها طريقاً مفتوحاً، فالمعارضة تلقي اللوم على من يدير الحوار في تأجيله وعرقلته، والقائمون على الحوار يلقون اللوم على المعارضة في المماطلة وعدم الموافقة على بعض محكّات الحوار، وفي كل الأحوال نجد الحوار سقيماً عقيماً إلاّ من شرب القهوة والشاي والبوفيه اللذيذ!
أهكذا نريد الحوار؟ أهذا هو المقصود من الحوار والتوافق فنشهد التأجيل والتأخير وعرقلة الأمور المتفاوض عليها؟ وهل يتبدّد مسعى كان من المفترض أن يكون حلاً للجميع؟ لا نعلم ما الذي أُريد بهذا الحوار، فهو «محلّك سر» حالياً، لا يقدّم ولا يؤخّر وليس له دلالة، فكل الحلول المقدّمة مؤخّرة، وجميع المرئيات مؤجّلة إلى حين!
إنّ المواطن البحريني يظن بأنّ لا نهاية لهذا الحوار الضعيف، وأنّ أسس الحوار الناجح هذه الأيام في أن يقدّم كل فريق ما لديه، ويُعرض على الاستفتاء الشعبي الذي هو قلب السلطات جميعاً. ونحن مع أحمد جمعة في تصريحه لـ «الوسط» بأنّ تطبيق الاستفتاء سيكون كارثياً على المعارضة، فلندع المعارضة تطرح مرئياتها، وجمعيات السلطة تطرح مرئياتا، وندعو الشعب للاستفتاء، ولتكن الكارثة أينما تكون (على قولة أحمد جمعة). ونتمنى أن يكون أحمد جمعة عند كلمته آنذاك!
فليتوقّف هذا الحوار الذي لا حول له ولا قوّة، لأنّنا نضحك/نبكي عندما لا نرى الجدّية من الجانب الحكومي ومن تبعهم، فلا تكافؤ الأطراف ولا المرئيات نافعة للتقدّم بخطوة واحدة، لأنّ الذي نراه هو سيطرة الحكومة على «الريموت كنترول»!
فحينما يخرج وزير العدل -الذي من المفروض ألاّ يكون له تأثير على جمعيات ائتلاف الفاتح- نرى العجب في اللحاق به من قبل جمعيات «الريموت كنترول»، في حين كان الأولى لهم أن يظهروا لشارعهم بأنّ لديهم القليل من الاستقلالية ولا يقودهم وزير العدل أو من يمثّله. فإلى متى يستمر هذا الهزل؟ حتى تحترق البحرين! أم ننتظر معجزة من أجل حل الشأن السياسي المتعثّر! ولابد لنا تصديق مقولة أحمد جمعة مرّة أخرى، تلك التي ضحك عليها من ضحك وسخر منها من سخر، حول الاستعداد للاستمرار مئة عام للجلوس والتفاوض، ولكننا نعلم بأنّ 10 سنوات من الآن كافية لتغيير الكثير والكثير، وربّما نبكي على ضياع فرصة هذا الحوار القائم حالياً! فلا تظن يا قوي بأنّك قوي، ويا ضعيف بأنّك ضعيف، فالله سبحانه وتعالى يقلب الموازين، ويغيّر من حال إلى حال، ونحن لا نتمنّى إلاّ الاستقرار والعدالة لهذا الوطن الصغير الغالي، فإن تم تحقيق العدالة استقر الوضع، كما استقرّ الوضع في عهد سيدنا عمر بن عبدالعزيز (رض)، لأنّه حقّق العدالة ولم ينتظر حواراً ولا كلاماً فوق الطاولة ولا تحتها، ولم يلتفت إلى مستشاري السوء ولا مشايخ الخردة، الذين يصعدون على أكتاف المساكين، ولكنه خشي الله في الناس وخشي يوم الحساب والعقاب، فحقّق عدالة السماء في الأرض.
هل ننتظر تدخّل المخلصين لإنقاذ الوضع وتغيير دفّة العرقلات، وتحويلها إلى إنجاز على أرض الواقع؟ أم سيصبر أحمد جمعة ومن معه لمدّة مئة عام حتى يستلم الأحفاد بقايا البحرين؟ والشاهد على الوضع بأنّ جلسات الحوار... انتهت، ولا نرى إلاّ بقايا بشر فوق الطاولة. وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|