صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 26 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

17-08-12 11:09



لم تجف دموعنا بعد بكاء وشوق لفقيدتنا الغالية حمدة بنت عبدالله السليطي، التي وافتها المنّية منذ أسبوع، بعد رحلة طويلة مع المرض، ولم تتوقف الذكريات التي جمعتنا مع بعض في مدينة الحد الحبيبة.
هل أصف علاقتي بحمدة على أنها صديقة أم جارة أم من الأهل، أم زميلة في الدراسة، أم أصف هذه الإنسانة الشاعرة التي كانت تبعث علينا السرور والفرح إبان أوقات عصيبة في حياتنا، بأنها زائرة خفيفة على الدنيا الصعبة.
إن الذكريات الجميلة تبعث الألم عندما يكون الفقيد غاليا، وعندما لا نشعر بفقده إلا عندما نفقده، وقد كانت حمدة كما عهدناها، لا تتشرّه ولا تزعل ولاتعاتب على عدم الحضور إليها أو السلام عليها، بل كانت حمدة حميدة بأخلاقها وسهولة شخصيتها.
وكيف لا وهي ابنة تلك المرأة الغريبة عن الديار والقريبة من القلوب، والتي يتشرّف أهل الحد بمعرفتها وجيرتها، فلقد ربّت أطفالا في ظل ظروف الحياة القاسية، وفي ظل ظروف الغربة الكريهة، ولكنها كانت تربّيهم لتصنع منهم مواطنين صالحين في البحرين، فخرّجت الطبيبة والضابط والمدرّسة.
لقد كانت حمدة تهوى الشعر وتكتب خواطرها لتسمعنا إياها في ذاك الزمان، أيام دراستنا في مدرسة الحد الإعدادية الثانوية للبنات، وكانت خفيفة الظل فلا تجلس معها إلا وتنسى همومك الثقيلة على كاهلك.
كانت تتمنى أن تكمل دراستها الجامعية، وعندما نسألها عن سبب الإصرار تقول: كيف أرد الجميل لأمي وأبي الحبيبين إلا بالعلم والشهادة الجامعية، فلقد جعلت هدفها السامي نصب عينيها حتى تفّرحهما، فهي الابنة البارة بوالديها كما عهدناها.
لم تغضب أحدا ولم تجعل أحدا في يوم ما يحقد عليها، لقد كانت بسيطة في حياتها كما كانت بسيطة عند مماتها.
لم يقوَ القلب يا حمدة على الذهاب لرؤية أهلك ومحبيكِ، ولم تقوَ العين لوقف الدموع المنهمرة عليكِ، وليكن مثواك الأخير جنّة الفردوس وصحبة النبيين والشهداء، فأنتِ شهيدة بما عانيتيه في فترة مرضك.
وكلمة أخيرة إلى كل من لديه عزيز غالي، ليهتم بأمره وليوقف عمله لزيارته، فالدنيا تحصد المحبين وتلهينا عمن نحبهم، فلا نشعر بفقدهم إلا عندما يغيبون عن دنيانا، فنتحسّر على وقت مضى لم نستغلّه في زيارتهم وملء أعيننا بالنظر إليهم.
فوداعا يا أختي الحبيبة، وداعا يا حمدة السليطي


مريم الشروقي

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2345 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1013



خدمات المحتوى


تقييم
8.15/10 (7 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى