جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
22-04-13 10:41
مقولة «ما ينصاد إلاّ الفقير» فعلاً في الصميم ، إن ثبت الإرهاب على جوهار تسارينيف الفتى ذي 19 ربيعاً، فإنّنا نعلم أنّ هذه المقولة تنطبق عليه وعلى أمثاله، الذين غُرّر بهم باسم الدين، وأودعوهم في أحلام وردية باسم الجهاد والاستشهاد.
إنّهم المتأسلمون المتطرّفون، الذين لا يضعون أبناءهم في تلك المواقع، ولكنّهم يشتغلون على الفقراء، فيعصّبون أفكارهم، ويغسلون «مخوخهم» إلاّ مما يدعون إليه، وفي النّهاية هؤلاء الفقراء يأكلونها دون أن يقف المحرّضون معهم!
جوهار كان فتى رائعاً بشهادة الجميع، وقد كانت صدمة قويّة لدى أصدقائه وأهله، عندما شاهدوا صوره تجتاح المواقع الإعلامية والشبكات الاجتماعية بحثاً عنه، وما كانت شهادتهم له إلاّ بحسن الخلق. ليس جوهار وأخوه من يقع في مصيدة هؤلاء المتطرّفين فقط، فهناك كثيرون «انصادوا» وانقادوا وراء أحلام سوّقها دعاة التأسلم، والأدلّة كثيرة، وحتى منطقة الخليج لم تسلم من التطرّف، ولا من اصطياد أمثال جوهار.
أتذكّر فترة الثمانينات عندما تمّ حث طلبة الجامعات والشباب للجهاد في أفغانستان، وكذلك أتذكّر عدم وقوف تلك الجماعات مع الشباب المجاهد عند رجوعه من الجهاد، فهو في نظر القانون إرهابي جملة وتفصيلاً، فـ «انصاد» الفقراء، أمّا أبناء الأغنياء ومن يحثّون على الجهاد، فلقد كانوا من النّخبة بعيداً عن الأحداث.
أيضاً في وقتنا الحالي عندما «انصاد» الفقراء وقت التحريض على مكوّنات المجتمع الأخرى، لم نجد أبناء المحرّضين يحتلّون الصفّ الأول في معارضة المعارضة، بل وجدناهم بعيدين جدّاً عن موقع الأحداث، فهم فلذّات الكبد، وهم أعلى من القيل والقال والمهاترات!
«انصاد» عيسى العبيدلي، ذلك الشاب الذي يقطن مسقط رأسي مدينة الحد، ولم نجد من حرّضه على حرق السيّارة -إن أحرق- واقفاً بجانبه، بل وجدناه وحيداً إلاّ من أهله وأصحابه الذين لا يتعدّون 20 شخصاً، أهكذا «ينصاد» الفقير؟ أينكم اليوم بعد أن حكمت عليه المحكمة بـ 15 سنة سجناً، ومن ثمّ قلّلتها إلى 9 سنوات؟ من سيدافع عنه وسيخرجه من سجنه؟ فأبناؤكم في أحضانكم يمرحون، ووالداه وأهله في شقاء يبكون! لقد «انصاد» بكلامكم وبتحريضكم، الذي سوّقتموه من أجل الجهاد في سبيل الله، وإنكار المنكر باليد، والشهادة التي تتبعها 70 حورية في الجنّة.
أستغفر الله، هذا حرام. هذا لا يجوز. التقوى يا عباد الله. الجهاد. قتل أعداء الله. قتل الكفّار. 70 حورية تنتظركم في الجنّة! ولكن أين أنتم عن هذه الكلمات، فهي بعيدة عنكم وعن أبنائكم وعن أحبابكم، وتوزّعونها من دون مبالغ على الفقراء، الذين يُغسل «مخّهم» وعقلهم ومشاعرهم بسرعة وباسم الدين.
نعم للجهاد، ولكن لا لقتل الأبرياء، فأيّة جنّة هذه التي وعدتموهم بها لقتل النّفس البشرية التي حرّم الله قتلها؟ وأي جنّة في قتل الأبرياء؟ لا تنسوا قول الله تعالى: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً» (المائدة:32)، فأي حور ينتظرون في قتل الناس من دون وجه حق؟
هنيئاً للدولة -دولة- التي تفرح باستخدام المتطرّفين لتخويف النّاس ولبسط الطائفية البشعة، فهي ستكتوي عاجلاً أم آجلاً بنار هؤلاء المتطرّفين، الذين لا يخافون الله، هؤلاء الذين أغراهم جشعهم بتحريض النّاس على الخراب... وإنّ غداً لناظره قريب.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|