المعارضة... لماذا تعارضون دائماً؟ هل أنتم أصحاب القرار؟ ولماذا تطالبون بآليّات معيّنة حتى ترفعوا المخرجات إلى جلالة الملك؟ إنّكم أنتم من تؤخّرون الحوار وتُعرقلونه! هذا ما يتبادر في ذهن أحدهم ما أن يسمع عن الحوار والنقاشات التي تليه والفوضى التي تعمّه.
للأسف لا أحد يستطيع المجازفة الآن في أهمّية رفع مخرجات الحوار بآليات معيّنة يتّفق عليها الجميع، حتى لا نرجع إلى المربع رقم واحد، فلقد تأخّرت الحكومة سنتين من أجل هذا الحوار، الذي نتمنّى جدواه في القريب العاجل، ولكنّنا نحسبه ضعيفاً حالياً لعدّة أسباب، أوّلها اختيار ممثّلي الحكومة، ومن ثم إضافة أشخاص وقُبب لا حول لهم ولا قوّة، زيادة عدد من دون فائدة مرجوّة!
لا نريد زيادة العدد، ولكننا بالطبع نريد الخروج بآليات معيّنة يتّفق عليها الجميع، من دون صراخ ولا بلبلة ولا جر للآخر من أجل الخروج من الحوار، فهذه الترّهات لا تفيد أحداً، لأنّ الحوار قائم بين المعارضة والحكومة والحكم بصريح العبارة.
والجميع يعوّل على سمو ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، لأنّ تطلّعاته نحو البحرين تفوق تطلّعات الجميع، ولإحساس الشعب بأنّه ابن البحرين لا مزايدة، فهو لم يُغيّر لهجته، ولم يبتعد عن النّاس، بل وضع همّه في حلحلة الوضع السياسي القائم، في محاولةٍ منه لقلب الأحداث من سلبية مظلمة إلى إيجابية مُشرقة.
على كلٍّ الجميع يترقّب الوضع الحالي، والجميع مؤمن بعدم جدوى الحوار، سواءً من قبل الشارع المعارض أو حتى الشارع الآخر المحسوب على الحكومة، لأنّ ما يرونه على أرض الواقع أمور غير جدّية من قبل البعض، لعدم تسهيل عملية الحوار وعدم جعله عنصراً نافذاً من أجل البدء بالأمور الأخرى!
هذه السلبية وهذه النظرة التي اتّفق عليها الجميع، نجدها تطبيقاً واضحاً من خلال المجادلات والمناقشات التي تتم بين المتحاورين، ونحن لا نقول بأنّ المعارضة كلّها على صواب، ولكننا نرى بأنّ هناك جزئية كبيرة ممّا توصي به المعارضة يتّفق معها الشارع البحريني بأطيافه.
هناك أملٌ مادام هناك أشخاص يريدون التحاور ويضعون البحرين نصب أعينهم، وهناك أملٌ مادام الجميع ينبذ العنف بشتّى صوره، وهناك أملٌ في حال وجدنا مشاركة ولي العهد في الحوار، حتى يضع النقاط على الحروف، لكي لا يجد أحدهم ثغرة على أحد. وجمعة مباركة.