جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
12-04-13 10:11
نفهم عندما يُقال بأنّ الحوار بين «مع» و»ضد»، ولكنّنا نعجز عن فهم الحوار بين «مع» و»مع»! فتصريح ممثّل جمعية تجمّع الوحدة الوطنية عبدالله الحويحي كان بعيداً عن الواقعية عندما قال: «أنّ من حق المعارضة الانسحاب، ولدينا القدرة على الاستمرار فيه من دونها، إذ نمتلك طموحات كثيرة»! والله «ضحكتونا».
نعم... من حقّ المعارضة الانسحاب، ولكن على ضوء الانسحاب سيتوقّف الحوار، فالحوار أساساً بين المعارضة وبين الحكم والحكومة، أمّا ما ذكره الحويحي فلا نعلم أجندته إلى الآن، فهل يُعقل عدم تبصّره في السياسة إلى هذا الحد! وهل يتم الحوار من دون طرفي النزاع؟ كيف تصرّح جمعيات ائتلاف الفاتح بتصريحات قشرية مُضحكة تدل على الأساس السياسي الضعيف لديها؟
والغريب الذي نشاهده لماذا تحاول جمعيات ائتلاف الفاتح جرّ المعارضة إلى الانسحاب؟ أهو دليل عجز على التعاطي معها أم ماذا؟
وتصريح الحويحي بالاستمرار في الحوار من دون المعارضة، نكتة ما بعدها نكتة، إذ أنّ الغرض من الحوار هو تهدئة الشارع المعارض، والهدف منه كذلك الاتّفاق على مرئيات تُخرج البحرين من النزاع المستشري فيها منذ سنتين، والاستمرار فيه من دون المعارضة دليلٌ على أنّ هذا الحوار غير مجدٍ وعقيم وغريب الأطوار، حوار «مع» و»مع»!
وأمّا عن الطموحات الكثيرة التي يحلم بها ائتلاف الفاتح والحويحي بالذات، فإنّها طموحات قيل بأنّها تُدار بـ «الريموت كنترول»! هذا «الريموت الكنترول» لم نأتي بمصطلحه من عندنا، بل ممثّل ائتلاف الفاتح هو الذي افتخر به، «نبّيكم تقولون 1-2-3 سمعتوا»! «إن شاء الله طال عمركم»!
هذا هو «الريموت الكنترول» ذو قوّة «سمعاً وطاعةً ولا زيادة»، لأنّ الزيادة تُعتبر تنطّعاً! والتنطّع سينقلب على أصحابه آجلاً أم عاجلاً في مفهومهم الشحيح، والدنيا تدور ولن ينفع الغربان يوم تتم محاسبة المفسدين، وعلى رأسهم من كان «ريموتاً كنترولاً»!
هؤلاء المجموعة تحتاج البحرين أن تركنها على صوب، كما وتحتاج إلى تقريب أصوات المصلحين الخائفين على تراب الوطن من الاحتقان والتصادم، فئة لا تُطالب بمصالح شخصية طائفية، وإنّما بمصالح عامّة يستفيد منها عموم الشعب البحريني.
مصالح تُطالب بالديمقراطية والحرّية والمساواة والعدالة بين مكوّنات المجتمع البحريني. مصالح تدعو إلى توحيد الصفوف لا تفريقها من خلال التشدّق والرياء عن طريق ضرب مكوّن كبير من المجتمع.
وإذا كانت هذه جزئية بسيطة من تصريحات ائتلاف تجمّع الفاتح، تحمل في فحواها غباء سياسياً محضاً كما هو واضح للجميع، سواءً كانت على لسان فلان أو علان، فإنّنا نقول على الحوار السلام، لأنّ الشعب لا يريد الطموحات الكثيرة ولكنّه يريد تحقيق المطالب التي سترفع من قدره، فهل لنا ذلك؟ وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|