صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 25 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

17-08-12 10:47



تُعَدُّ زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود زيارة أخوية تاريخية، وما نتج عنها من ترحيب من قبل الشعب الأصيل، يذكّرنا بالمواقف السابقة للطيبين الأصيلين؛ فما هي إلا تمازج حي يزيد من العلاقة القوية التي نتجت منذ 140 عاما.
لقد قرأنا في الصحف المحلية عن الزيارة التاريخية لآل سعود في ضيافة عائلة الخاطر بالمحرّق، وما تبعتها من أحداث أعقبت تعاون بين آل سعود وآل خليفة، عندما حطّ الملك عبدالعزيز وأبوه الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحالهم بمسجد بن خاطر الكائن في مدينة المحرّق، حين لمح وجودهم الوجيه محمد بن حسن الخاطر فاستضافهم في منزله المقابل للمسجد.
وبعدها توجّه بهم إلى حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الذي قام بمناصرة إخوته من آل سعود، ومدّهم بالمال والذخيرة والخيول، وقد نتجت عنه بعد ذلك روابط أخوية قويّة بين الطرفين.
وقد ذكر هذا الموقف الشاعر عبدالمحسن الصحّاف في قصيدة مطلعها الآتي:
واذكر أبا أحمد شيخ الفريق وقد
ناب المحرق إعسار بتغريم
فهب يُجزي العطايا غير مكترث
حتى استدان ليعطي كل معدوم
محمد الحسن بن الخاطر انفتحت
له كنوز المعالي دون تقليم
هو استضاف أمير العرب في عسر
عبدالعزيز وخُويَيْهِ بتكريم
مذ أمَّ مسجده في ليل مظلمة
فبات فيه بتحنان وتنعيم
فقام معه إلى عيسى المليك ولم
يدعه إلا على عز وتعظيم
الأصول العربية تقضي دائما بإكرام الضيف وإيوائه، والحرص على معاملته بأحسن التعامل، وهذا ما قامت به عائلة الخاطر، ولو لم يكن اللقاء الأول بين آل سعود وأهل البحرين لقاء حميما مرتبطا بعادات العرب، لما انبنت هذه العلاقة والأخوة بشكلها الصحيح.
الحمد لله أن شعب البحرين معروف منذ القدم بإكرام الضيف وحسن معاملته، لا لشيء إلا لأنه جزء لا يتجزّأ من «شيم العرب»، أما هذه الأيام فإن اختلاط البيئات لا تساعدنا على فرض الانطباع نفسه الذي أخذه ابن سعود عندما التقى بالإخوة أسرة الخاطر، والذي يذكره التاريخ لهم ببصمة فريدة وجميلة.
مما يعصر القلب عندما تجد أهل البحرين لم يعودوا كما هم، وعندما تجد «فريجا» كاملا له تاريخه، كفريج «بن خاطر» يتحوّل إلى مأوى للغرباء والمجنّسين الجدد، ولا يبعث بالأمل إلى إحياء المنطقة بالطريقة الصحيحة المعهود عليها سابقا، برغم أن وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تحاول إعادة إعمار المراكز التراثية والمهمّة في «المحرّق» وهي مشكورة على ذلك.
مهما قمنا بتعديل المنطقة ومهما حاولنا تأسيس المكان مرّة أخرى، إلا أنّ وجود المنطقة لا يمكن أن يتم من دون وجود أهلها وناسها الحقيقيين، وليس مجموعة من الآسيويين تحوم حول هذه المنطقة العريقة من البحرين.
توجّهنا إلى مسجد «الخاطر»، حيث كان لقاء الملك عبدالعزيز هناك بعد أن صلّى فرضه، وتعرّف على أهل المسجد، وحاولنا التعرّف على بحريني أصلي واحد فيه فلم نجد، فالمصلّون لم يعودوا من نعرفهم، والمسجد ضُمّ إلى إدارة الأوقاف السنية، ولم يعره أحد اهتماما، مع أنه مسجد دخل التاريخ بوقفة أهله واستضافتهم لملك المملكة العربية السعودية.
للأسف الشديد نجد أن هذا المسجد التي تتحدث جدرانه وتنبض عن وقفات تاريخية، مهملٌ بالمرّة، ومدرسة محمد بن حسن الخاطر المتبوعة بالمسجد، والتي كانت في يوم من الأيام مدينة لتلقّي العلوم الشرعية، أصبحت مرتعا للأجانب من العمّال.
وكذلك لا يخفى علينا أن بيت الخاطر أصبح مهدّدا من قبل وزارة البلديات لهدمه، وقد طالت بالفعل يدها هذه الأيام بعض أجزاء البيت، مع أنه مكان تاريخي للبحرين والسعودية.
فهل تتّحد وزيرة الثقافة التي عوّدتنا على اهتمامها بهذه الأمكنة مع إدارة الأوقاف السنية وعائلة الخاطر، لإحياء هذا التراث العريق، ولتجدد تاريخا لم يمت إلى الآن في الكتب الرسمية للدولة؟
إننا بانتظار تحويل مسجد الخاطر ومدرستهم وبيتهم إلى معلم يحضره القاصي والداني، حتى نزيد من ثقافة أبنائنا في تراث أهلنا الأصيل.


مريم الشروقي

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2784 - الأربعاء 21 أبريل 2010م الموافق 06 جمادى الأولى 1431هـ

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1074



خدمات المحتوى


تقييم
8.26/10 (8 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى