جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-12-12 05:36
هل من الممكن أن نشهد ذلك اليوم الذي نقول فيه إننا «أهل البحرين» فقط لا غير؟! لا شيعة ولا سنّة، بل «أهل البحرين» لا يفرّقنا شيء إلا الموت، لا طائفية ولا أمور سياسية ولا حتّى أمور اجتماعية مختلفة!
فلقد كانت البحرين ومازالت أرض الأجداد، هذه الكلمات التي لها وقع في الفؤاد، والتي تشعرنا أننا مازلنا «واحداً» ولسنا منقسمين على هويّات أخرى غير هذه الهوية، مهما كانت جذورنا سواء من الجزيرة العربية أو من إيران، فمن وُلِد على هذه الأرض الطيبة وحمل الجواز البحريني «الأحمر»، وتربّى عليها من غير أن تكون له وجهة أخرى غير البحرين فهو بحريني الأصل والمنبت.
القبائل العربية والأصول الإيرانية سواء كانت من الهولة السنّة أو العجم الشيعة، جميعهم خليط، دخل البحرين وتربّى عليها، فما الذي تغيّر إلا وجود التعصّب وما أدراك ما التعصّب من جميع الأطراف؟!
إنّه السم الذي وضعه المستعمر متّبعاً سياسة «فرّق تسد»، ولكن هيهات لهذه السياسة أن تنجح إن كان المجتمع وأهله واعين ويدركون خطرها، وعليه فلقد وجب التخطيط من أجل تمازج الطوائف المتنوّعة داخل المجتمع، حتى نخرج بنسيج حي إيجابي، لا تدمّره الشكوك والطعون في الآخر. ولنبعد المتأسلمين المتعصّبين الذين لا يجدون في الوحدة سبيلاً إلى الخير.
للأسف هناك من يقتات على هذه الفرقة المختلقة إبان الأحداث، ونحن لا نقول إنّ الطائفية كانت غير موجودة من قبل، ولكّننا نراها في أبشع صورها بعد أحداث 14 فبراير، خسر من خسر وتدمّر من تدمّر واقتات من اقتات وراء هذه الأحداث!
لم يبقَ على فبراير إلا شهرين اثنين، فمن منّا سأل نفسه: ماذا صنعنا خلال عامين من أجل الوصول إلى حلول مجدية؟! هناك من يقول خرجنا «بخفي حنين»، وهناك من يقول «خرجنا صفر اليدين»، ولكنّنا نقول إنّ هذه التجربة التي نعيشها والأجواء المحيطة بنا علّمتنا الكثير، علّمتنا أنّ الفرقة والطأفنة لا تجلبان إلا الدمار، كما علّمتنا أنّ اتّحاد الجميع نحو قضيّة ما ستثمر في النّهاية وجود إصلاحات وتغييرات وتعديلات.
نعم... تضرّرَ أهل البحرين ممّا حدث، ونحن نأسف على السب والشتم وتغذية «الرجعية والطائفية» من أجل مآرب أخرى من قبل البعض، ولكنّنا نعوّل على الشعب الأصيل الذي وقف في مشاهد عظمى سابقة، واتّحد مرّة ثانية من أجل قضّايا مهمّة غيّرت تاريخنا البحريني المجيد.
نتمنّى ألاّ يموت الأمل داخلنا من أجل التغيير والإصلاح والاستقرار، لأنّنا جميعاً نخسر في هذا الوطن الغالي حالياً، وجميعنا لن يرتاح إلا بالاستقرار والإصلاح والمصالحة، فمن يستطيع يا تُرى إخراجنا ممّا نحن فيه اليوم؟!
مريم الشروقي
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|