جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-08-12 10:30
جلست قبل صلاة المغرب في سيارتي بوسط الحي الذي عشت فيه طيلة حياتي، وعجبت مما رأته عيني في هذه اللحظات، مع أنّي أرى المشهد يومياً يتكرر، ولا عجب في ظل الزيادة المهولة للأجانب في البحرين!
«فريجنا» كان في يوم من الأيام يُعرف بـ «فريج البنعلي» وأضحى اليوم يُعرف بـ «فريج الهنود والبتّان»، حتى الشارع الذي كان يشهد محضر الرجال، أصبح اليوم يشهد الهنود وغيرهم من الجاليات!
عدد الهنود الواقفين في الشارع الضيّق لمدينتي عند بيتي فقط يتجاوز 100 هندي، وكان ذلك في خمس دقائق، ولو انتظرت لرأيت المزيد، ولا أعلم لماذا نكست على هذا الوضع المقلوب، فالأعداد في ازدياد والشقق تؤجّر على العمالة الأجنبية بدون تنظيم، والوضع من سيّئ إلى أسوأ مع الأسف الشديد!
كان الرجال في يوم من الأيّام «يرزفون» عند أي حدث مهم في منطقتنا، واليوم بتنا نسمع الأغاني الهندية تدوّي في كل أنحاء المعمورة، وكذلك كنا نرى الثياب العربية الأصيلة، واليوم نرى «الوزار» يتأبّط بطون الرجال من الهنود والبتّان.
في السابق الكل يتحدّث عن شارع الحد الوسطي، وتغنّى الناس بمآثر هذه القبيلة وتلك العائلة، أما اليوم فإنّ الهنود يتغنّون في شوارعنا بأمجادهم وأكلاتهم وثرواتهم، ناهيك عن زيت جوز الهند المنتشر اليوم في (فريجنا)، وبقايا «البان» المبصوق فوق أرضنا!
عندما كنت طفلة، تمتّعت كثيراً بالهواء النقي، والسواحل التي تحيط المكان من كل جانب، أما اليوم فإنّنا لا نرى أطفالاً يخرجون، مع تكرار تعدّي الأجانب على أطفالنا، واعتداءاتهم البشعة عليهم، فمن يا تُرى يستطيع إخراج ابنه أو ابنته للّعب في الشارع دون خوف أو توجس مما سيحدث في المستقبل؟!
أصبحت حدّنا مأوى لهذا وذاك، وضاعت هويّة الأجداد التي كانت راسخة في هذه المنطقة، فلا البنعلي ولا المسلّم ولا العمادي ولا العثمان أو حتى البورشيد وبن بحر وغيرهم من العوائل الحدّية الشريفة، يستطيعون تغيير ما تمّ تغييره في «فرجاننا»!
أذكر أبي كان يتكلّم عن السردال سالم، وعن بلوط السادة، وعن شهامة البوعينين، وعن وعن، أما اليوم فالحد تبكي وغيرها من مناطق البحرين تبكي من الزحف البشري الجائر الذي لا يتوقّف.
إنّك لا تجد اليوم معقل الرجال، بل تجد معقل الهنود، وهذا في حد ذاته وباء اجتماعي لا مخرج منه إلاّ بتصرّف المسئولين عن هذا المخطّط، فهل تعود الحد والمحرّق وسترة والدراز كسابق عهدها، من وجود البحرينيين الأصليين فقط، وإبعاد العمالة الأجنبية المنتشرة فيها؟!
كانت الحد مشهورة بكونها أم «القباقب» واليوم أصبحت مشهورة بملفى «المجنّسين» والفائض من العمالة الأجنبية، فلا تعرف الحدّي من الأجنبي، وضاعت هويّة وماضي أجدادنا (الشاقين) من أجل ديرتنا.
أرجعوا ديرتنا كما كانت سابقاً، وردّوا لنا أرضنا، وانشروا سواحلنا مرّة أخرى، فالكأس قد امتلأ، ويقول يكفيكم لا نريد مزيداً!
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2821 - الجمعة 28 مايو 2010م الموافق 14 جمادى الآخرة 1431هـ
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|