جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
30-11-12 07:52
عندما يتكلّم البعض عمّا يحدث في الآونة الأخيرة داخل النسيج البحريني، فانّه يشكّل مصدر إزعاج، وعندما يتطرّق البعض الآخر إلى الحياة المعيشية ويشكو الحال، فإنه مصدر إزعاج. وكذلك عندما يطلب البعض حقوقه من ولي الأمر، فإنّ هذا بالطبع يشكّل مصدر إزعاج... مصدر إزعاج لمن يا تُرى؟
حسناً فعلَ الشيخ عيسى قاسم عندما طالب النّاس بالتهدئة وعدم التعرّض إلى حياة الآخرين، ولكنّه اليوم يُشكّل مصدر إزعاج، فلا تهدئته في ظن البعض تنفع ولا كلامه يُهدّئ، بل أخذ «بعض النّاس» تحليل كلامه سياسياً في خطبة الجمعة، على أنّ هناك أجندات أخرى ما وراء ذلك!
إنّنا ضد التوجّه إلى الإضرار بالمصالح العامة والمناطق العامة، وضد التوجّه نحو قتل الأبرياء الآمنين، ولم نجد في كلام الشيخ عيسى قاسم سوى حكمةً منه في تهدئة الشارع، وعسى أن تكون هذه بداية خير تطلّ علينا نحو الحوار الوطني، هذا الحوار الذي ملَّ منه البعض، وسخر منه البعض الآخر، ومازالت هناك فئة «وسطية» واعية تنتظره بفارغ الصبر، وتعلم علم اليقين أنّه هو السبيل إلى إرجاع الأمور الى نصابها الصحيح.
على الجانب الآخر ننتظر ردّة فعل النيابة العامة والقضاء البحريني النزيه، ضد من يلبسون زيّ الأمن ولكنّهم لم يلتزموا بالتعليمات، عندما تعرّضوا إلى مواطن قرية بني جمرة وضربوه وبصقوا في وجهه، وكثير منّا شاهد لقطات الفيديو المشينة تلك لبعض رجال الأمن، ولسان حال المواطن يقول: حكمتم على من حرق وأرهب، أوَليس من الإرهاب ما حدث لشاب بني جمرة؟ وهل ستأخذ الجهات المعنية إجراءاتها الصارمة ضد من تعدّت يده على أجساد النّاس، فضربت وعذّبت وأهانت كرامة المواطن؟ أوليس من العدالة أن نعلم ما حدث ضد هؤلاء؟ أم أن الموضوع يختلف بين المواطن وبين رجل الأمن؟!
وفي آخر شأن بحريني يُشكّل مصدر إزعاج، هو قضيّة الشيخ أحمد الماجد، الذي توارى عن الأنظار لمدّة لا تقل عن 6 أيام، ومن بعدها علم محاميه وأهله بمكان وجوده، وعلى رغم تصريح وزير العدل مؤخّراً بأنّ هناك نظاما الكترونيا يرصد مكان وجود أي معتقل بعد 48 ساعة، إلا أن الجميع كان يجهل وجهة ومكان هذا الشيخ لعدّة أيام!
كنا ومازلنا نؤكّد على السلمية، وعلى الأمن والأمان في بلادنا البحرين، وما نطالب به اليوم هو العدالة، التي إن تمّت، تمّ ما بعدها، وإن فرطت من الأيدي، خَربَ ما بعدها، فالميزان هو المعيار الرئيسي للاستقرار والتقدّم في الاصلاح.
ولا نريد أن نكون مصدر إزعاج، بل جُلُّ ما نريده هو الشفافية والعدالة والاصلاح والمضي في الحوار، لأنّ هذه الركائز هي التي ستحفظ البحرين، وستجعل منّا أمّةً وسطاً، تسابق الأمم الأخرى من أجل المواطن في رقيّه وحضارته وراحته.
مريم الشروقي
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|