عادة العرب قديما تقديم الذبائح في وقت السلم والصلح، وكلّنا ننتظر هذه الذبائح من أجل الفرج وحل الأزمة المتراكمة والمتصاعدة هذه الأيام، لأنّ المدّة قد طالت، والجميع مستنفر وخائف من المستقبل المظلم.
يأتي هذا الحديث منساقاً مع ما تردّده بعض مواقع التواصل بشأن تأزيم الأزمة، وتصعيد سياسة القمع وغيرها، حتى انّ كاتباً في صحيفة «الحياة» تناول آخر قضّية حامية في البحرين ألا وهي سحب الجنسيات!
لقد انقسمت هموم المواطن البحريني وانشطرت إلى نصفين، فنصف يطالب بحقوق يجد أنّه لا مفرّ من لزوم تطبيقها – طال الزمان أو قصر - ونصف آخر يطالب بحقوق بعيدة كل البعد عن الحقوق، إذ يطالب بالعقاب على من علا صوته واشتد بأسه. وبين هذا وذاك فانّ الهموم كثرت وتعدّدت في الوطن، وهمّ الانشقاق وتوتير الأزمة قد زاد من حرارتها وشدّتها.
لا نتمنى أن يتحوّل وطننا إلى سورية ولا لبنان ولا العراق، بل نريد الخير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وحتى يتم ذلك لابد لنا من رؤية أخطائنا، فالخطأ هو ما يوقع الظلم، ومن ثمّ يتحوّل إلى ألم وغضب، نفقد من بعده السيطرة على وضع قد كان متأزّماً فقط في يوم من الأيام.
للأسف حفنة السبّابين والشتّامين والمتمصلحين والمنافقين والطبّالين، مازالوا على عهدهم ووفائهم بتخريب البحرين، فالرسالة ليست مهمّة مهما كانت أهدافها، ولكن المرسل هو الذي يُوجّه له اللوم، حتى وإن كانت رسالته عظيمة، فرجاء هؤلاء العابثين الخير المادّي أو الوساطات التي قد تنفعهم في أهلهم، وقد ضلّوا عن حجم الدمار الذي سيخلّفونه وراءهم، لعدّة حُقب تاريخية.
مازلنا ننتظر الحلول السلمية «الرزينة»، وكلّنا أمل في تغيّر الوضع إلى وضع أفضل، وجميعنا يريد شفاء البحرين مما هي فيه من مرض عقيم، وبالطبع لا نريد إلاّ الخير وتحقيق الآمال والتطلّعات، فبهما سيستقر الشارع البحريني، وعليهما نعقد الآمال.
لنأمل بأنّ «الذباح» قادم في فترة وجيزة جداً، وأنّ الصلح سيُعقد لا محالة في غضون الأيّام القادمة، فلا استقرار من دون عدل ولا عدل من دون إصلاح، فعندما نحاسب المفسدين والفاسدين ونوقف السبّابين والشتّامين والمتمصلحين، عندئذ سنجد الخير والمستقبل المشرق بانتظارنا جميعاً.