أشقاني وحيّرني موضوعكم المثير يا أهل الحورة؛ فأنا مع المشروع الإسكاني فعلاً قبل أن يكون قولاً، لأنّه حقّ من حقوقكم، ولكنّي تفاجأت عندما زرتكم في عقر داركم، وشاهدت مدى استيائكم من مشروع الاستملاك، وأنا وجموع أهل البحرين لسنا ضدّكم بل ما زلنا معكم في مشكلتكم.
ولتوضيح الأمر لجميع من يتابع موضوع أهل الحورة، فإنّ المشكلة ليست بين النائب عادل العسومي وبين أهل المنطقة، بل إنّ الأمر يتخطّى ذلك بكثير؛ إذ نرجعه إلى التخبّط الواضح من قبل وزارتي البلديات والإسكان في مشروع الاستملاك، وعدم وضع الأهالي في الصورة، وهم في اعتقادنا الأولى بذلك.
فمن يشاهد البيوت الموضوعة للاستملاك يستغرب ويتساءل، لماذا لم تُستملك جميع البيوت في مجمّع 318 على سبيل المثال؟ ولماذا تمّ نشر الاستملاك في الجريدة الرسمية بتاريخ (9 أغسطس/ آب 2012)، ومن ثمّ نشره بعد شهر في إحدى الصحف المحلّية، دون علم أصحاب البيوت؟
والسؤال الرئيسي: كيف تضع البلديات ملصقاً على البيوت عن موضوع الاستملاك بتاريخ (17أكتوبر/ تشرين الأول 2012)، ويُكتب على الملصق تاريخ آخر هو (23 أغسطس 2012)؟ أليس غريباً موضوع إسكان الحورة؟!
أيضاً، سؤال نوجّهه إلى وزارة البلديات: لماذا لا تقوم الوزارة بحصر أملاكها في منطقة الحورة، وتقوم بوضع دراساتها الاستراتيجية؛ حتى تستطيع القيام بمشروع إسكاني رائد دون التوجّه إلى أملاك الآخرين؟ فهناك أراضٍ كثيرة لوزارة البلديات تستطيع حصرها ووضع المشروع عليها!
ولكن... لنجزم بأنّ النيّة مبيّتة على أملاك النّاس من قبل الوزارتين، فهل يستطيع الملاّك الحصول على تسوية قيّمة بأفضل من سعر السوق، أم أنّ التسوية أقل من سعر السوق في عملية بيع الأرض؟
وليس هذا فقط، فهناك موضوع آخر مثير للجدل ويحتاج إلى تحقيق، إذ أخبرنا أحد أصحاب البيوت الموضوعة للاستملاك، بأنّ هناك أخصائياً من قِبل وزارة البلديات - قد رافقه شقيق نائب المنطقة - «قفز» على سطح بيته مستخدماً سطح أحد البيوت، وقام بوضع قياساته عندما لم يُجب أصحاب البيت عليهم! أوليس للبيوت حرمات يا وزارة البلديات؟ حتى في الغرب لم نسمع أن أحدهم قفز فوق السطوح حتى يقيس أرضاً -عدا «حثالة المجرمين»- بل هناك أبواب نطرقها وننتظر رد أصحابها!
كثرت الأسئلة، فاستحملونا يا وزارة البلديات، فما يريده أهل الحورة هو حل أكيد لمشكلتهم، وما نريده هو إجابة التساؤلات اللامنتهية حول قضيّتهم، فهل تفيدونا أم ستكونون كوزارة الإسكان التي تتّبع سياسة «عمّك أصمخ»؟!