صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 28 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

17-10-12 07:07




حديث المواقع الإلكترونية منذ الأمس لم يخلُ من «سوبر فيلكس»، ذلك الرجل الذي دخل التاريخ بقفزته من خارج الغلاف الجوّي، وقد تابع الكثير من الشباب العربي هذه القفزة، ولكن كما تعوّدنا، كانت متابعة أغلبهم بسبب الفضول أو التسلية، ولم نجد العديد يتابع بجد بعيداً عن الضحك والهزل.

وجدنا العديد من الصور وخصوصاً لأهل الخليج «سوبر عرب»، يتضاحك فيه الشباب على القفزة أو على الشباب العربي نفسه، فتارةً توضع صورة رجل يقفز من السيارة، وتارةً صورة بدوي يقفز من فوق الجبل، وتارة صورة رجل خليجي موصول بخيوط ولكأنّ القفزة خيالية!

أغلب الشباب الخليجي بالذات محبط، لم نجد منه العمل الشاق، ولا الدراسات الاستراتيجية، ولم يشجّعه المجتمع على العلم ولا على البحوث، بل الاهتمام بقشورٍ صغيرةٍ وثانوية، لا تهم في الألفية الثانية.

تعوّد أغلبهم على الاعتماد على العمالة الأجنبية، وعلى الرفاهية والراحة، مما أدى إلى كسلهم واستهتارهم بالعلوم، وخصوصاً هذه العلوم الاستكشافية، الأمر الذي أرجع علمنا قروناً إلى الوراء!

ليس الشباب الخليجي وحده من أرجعنا إلى التخلّف، بل هناك من يقرأ كتاباً أو كتابين في العلم الشرعي، ويسمّي نفسه شيخاً، وبالتالي يُفتي بأنّ مشاهدة سوبر فيلكس الشيطان مضيعةٌ للوقت، وتعطيلٌ للاجتهاد، متناسياً بأنّ أوّل شيء تعلّمناه من القرآن الكريم هو حب العلم والاستكشاف الذي بدأه الربّ بالدعوة إلى القراءة.

وللأسف هناك آذان صاغية لهؤلاء، تعتبر العلم والاكتشاف والبحث نوعاً من التنطّع في الدين، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على مدى تعصّبهم وعدم قبولهم للتنوير والتفكير الإبداعي، الذي يرفع من درجة البشر، تماماً كالعصور الوسطى المظلمة إبان سيطرة الكنيسة على عقول الناس.

نحتاج ونحن في عصر العلم والتطوّر إلى التصدي لمثل هذه الأفكار، فعندما مات عبّاس بن فرناس تساءل العرب، أموته يعتبر انتحاراً وعليه سيدخل النار، أم أنه حادث فيدخل الجنّة؟ أما الآخرون فتبنّوا فكرته وتساءلوا: أفعلاً يستطيع البشر الطيران؟ وحقّقوا على غرار أفكاره نجاحاً باهراً في الطيران، نشهده من خلال قفزة فيلكس!

ولا يسعنا هنا إلاّ أن نستحضر قصيدة الشاعر أحمد مطر، ذكّرتنا بها إحدى الأخوات الفضليات، يبدأ مطلعها:

يا دافِنِينَ رُؤُوسَكُم مثْل النعَامِ تنعَّموا

وتَنقَّلوا بين المبادئِ كاللقَالِقْ

ودعُوا البُطُولةَ لِي أَنا

حَيْثُ البطولةُ بَاطِلٌ والحقُّ زاهِقْ!

هذا أَنا أُجرِي مع الموتِ السِباقَ

وإنَّني أَدرِي بِأَنَّ الموتَ سابِقْ

لكِنَّما سيظلُ رأْسي عالياً أَبدَاً

وحسْبِي أَنَّني في الخَفْضِ شاهقْ!

فليتفكّر شبابنا في هذه الأبيات جيّداً، وليبتعدوا عمّن يلوّث فكرهم النيّر، فأوطاننا محتاجة لهم لا محالة، لأنهم يمثّلون الغد والمستقبل المشرق، ولا نستطيع العلو أكثر من دون علو شبابنا في العلم البنّاء، الذي يرفع من قدر الأمّة، ولا يجلب لها السواد.

مريم الشروقي

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1002



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
تقييم
9.01/10 (11 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى