صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 28 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

11-10-12 08:27






ماذا بقي في وطننا البحرين لنفرح به ولو للحظات، فحتى اللحوم نخاف من أكلها بعد أن تسرّب خبرها قبل أن تنشر الصحف مرضها وبيعها على الناس، ولا ندري إن كانت إشاعة مغرضة من قبل الباعة، حتى يضغطوا على وزارة البلديات المعنيّة بمشكلة اللحوم، أم إنّها مشكلة حقيقية وبداية أزمة سيعيشها المواطن، ولكنّنا ندري بأنّ الحل... لا تأكلوا اللحوم وكفى!

بتنا نخاف من أكل اللحوم هذه الأيام، ولا نعلم إلى متى سننتظر حتى تنتهي أزمتها، على رغم أنّ المواطن البحريني لا يجد متعته إلاّ في الأكل والجميع يلاحظ ذلك، من خلال كثرة المطاعم ومرتاديها، وحتى هذه المتعة قابلة للقتل الآن!

لا بحار ولا شواطئ ولا أشجار ولا متعة ترفيهية للكبار ولا الصغار، ولا مناظر طبيعية، وحرارة ورطوبة طول اليوم، وديون وقروض طول الدهر، وزيادة عدد من يتم تجنيسهم يوماً عن يوم، وأصبح الهمّ يغزو الفرح حتى في الأكل، فماذا بقي لنا يا تُرى حتى نسعد في ديارنا؟!

بقي لنا الأزمة السياسية والمعترك الطائفي والحلول القشرية والمشكلات المتراكمة والفساد الفائض والديكتاتورية في الأماكن الوظيفية وغيرها، واللحوم المريضة التي لا تأكلها الحيوانات حتّى، إذاً لابد لنا أن نعي بأننا في مشكلة حقيقية أبعد من المشكلة السياسية.

وسؤال يطرح نفسه على أهل البحرين: متى شعرنا بالسعادة الكاملة؟ هل نشعرها ونحن في البحرين أم خارجها؟ للأسف لم نرتح داخل الديار ولا خارجها، والسبب أنّنا عالقون بين حب الوطن وكره ما بداخله، وبين حب الخارج والاشتياق للوطن. فماذا نصنع بين هذا وذاك، أنغادر أنهاجر أم نبقى على هذه الحال التي لا تسر أحداً؟!

نريد الطبيعة والاخضرار وأنّى تعود الطبيعة بعد أن تمّ تشويهها! نريد البحر الجميل والسواحل الخلاّبة، وأنّى تعود في ظل ردم البحر وإبعاد السمك عن موطنه! نريد لحوماً صالحة للأكل على الأقل، وأنّى لنا ذلك ونحن في لحظات صمت، فالصمت يفسّر بأنّه رضوخ على ما يقدّم لنا من مرض! كما أننا نريد الاستقرار ونحن لا نرى أي توجّه فعلي لذلك؟! ماذا بقي لنا يا جماعة سوى التراب والغبار ومسيل الدموع والخراب؟!

نحن لا نرضى بغير البحرين موطناً ولا نريد هجرها، ولكن إذا بقي الحال على ما هو عليه، فإنّ الهجرة أفضل من رؤية الوطن ميتاً لا حال له ولا قوّة، يسيطر فيه بعض المتنفّذين على البسطاء والفقراء والمحتاجين.

معلومة لمن يهمّه الأمر: الآسيوي الذي يبيع اللحم بجانب بيتنا يضعه في الماء لمدّة طويلة، يا تُرى لماذا؟ لأنّه وجد أنّ القانون لا يوضع إلا لبعض النّاس وعلى أساسه مشى كما يمشي الآخرون!

مريم الشروقي

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1025



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
تقييم
9.01/10 (10 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى