صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 26 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

11-10-12 07:02





يجب ألاّ نتفاجأ من بعض الناس الذين يعطون و«يعايرون» على ما أعطوا، ولو كان عطاؤهم طفيفاً، فلقد اتّصل بنا أحد الاخوة يشتكي من أخيه الذي أعطاه هديّة ثمينة، وما لبث بعد أن احتدم الصدام بينهما، إلاّ أن يعايره بما أعطاه، ولكأنّ الهدايا ليس لها قيمة إلا في وقتها، وتنتهي ويتم المطالبة بها، عندما تكون سلاحاً لكسر العلاقات!

غيض من فيض، نجد هناك أولئك الذين يحسبون توسّطهم للبعض في عمل ما أو صفقة ما على أنّها هدية، ويعايرون بها القاصي والداني، حتى يكره الشخص حياته ويتمنى لو دارت الأيام ولم يأخذ هذه العطية!

وهناك أشخاص يعطون لأنّ واجبهم العطاء، ولكن بعدما تختلف معهم في الآراء، تجد العطيّة كمسمار جحا، وتسمعه يقول لك: أنا أعطيتك في يوم من الأيام، أنا تفضّلت عليك في يوم ما، وهكذا دواليك.

الدولة – أية دولة - عندما تعطي مواطنيها، فإنّ هذا ميثاق شرف بينها وبين مواطنيها، فلا فضل للدولة بشيء، وإنّما هي عملية توازن اجتماعي سياسي، بين الأخذ والعطاء، ولكن تجد بعض الحاقدين يستغل ما بذلته الدولة في سنوات طويلة، فيعاير بها أشخاصاً كان لهم حق ثابت في تلك الأمور الأساسية، كالتعليم والصحّة والعمل. ولبئس ما تفرزه المجتمعات أو الدول من هذه الأصناف، لأنّهم يجتهدون في الشر ولا يبذلون كلمة حق في الخير.

وللأسف هذا النوع من الأشخاص مريض اجتماعياً، لا يعرف كيف يبدأ ضريبته، ولا نعتقد بأنّه تعلّم لعبة الشطرنج في يوم ما، فالشطرنج تجعلك صبوراً حكيماً، لا أحمق غبياً، تحرق أوراقك كلّها، وما هي إلاّ لحظات حتى تجد الرماد منتشراً سريعاً بعد الحرق.

لا يسعنا إلاّ أن ننصح هؤلاء المتمصلحين من وراء أزمات الآخرين، بألاّ يستمرّوا في الحمق، فأوّله خراب، ونهايته دمار، ولا يسر بل يضر، وينتهي بكارثة تصيب المتمصلح قبل غيره، فمن يلعب بالنار، لابد أن تكويه في أحد الأيام!

الشعوب العربية لا تريد عطايا ولا هدايا ولا تريد من يعايرها بأرضها، فالحقوق واضحة للعيان، والدولة مستمرة في التقديم، سواءً في الإسكان أو التعليم أو الصحّة... إلخ، كلّها أمور متوازنة بين الشعب والدولة، ولكننا نريد إسكات تلك الأفواه المغرّرة الحاقدة، التي تنخر في الجسم البحريني، ملتفتة يمنة تارة ويسرة تارة أخرى. ولو تركنا الحبل على الغارب، وجعلنا هؤلاء المتمصلحين الضائعين في وهم «المعاير» ربّانا، فإنّنا يجب أن نقول على الدنيا السلام، لأنّ الأقنعة سقطت، ومازالت تتساقط، وما لها وما عليها إلا شعرة معاوية، ونحن لا نريد لها الانقطاع، والحر تكفيه الاشارة!

لهؤلاء المتمصلحين: تعطي وتعاير، تذكّر هذه الجملة جيداً وافهمها قبل أن تتفوّه بكلمات حمقاء، لا تسندك في يوم ما، فأنت لا شيء مادمت تعاير الناس على عطاء واجب أو حتى على معروف مصطنع.

مريم الشروقي

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1009



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
تقييم
8.15/10 (7 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى