صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 28 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

07-10-12 06:24





قضيّة المواطن خليفة الحدّي متفاعلة على أشدّها في مواقع التواصل وخصوصاً «تويتر»، وقد وجدنا العديد من النّاس متأثّراً بمأساته، ويطالب بإرجاع حقّه، خصوصاً بعد الإهانة النفسية التي أعقبتها الإهانة الجسدية له.

قصّة خليفة الحدّي كما نشرتها «الوسط»، تروي أنّه كان يعمل لدى أحد الأسر كمشرف على الشئون المالية، وقد قام بالإضافة إلى هذه المهنة بتربية أبناء رئيسه في العمل، وعندما توفّي الأب قام الأخ الأكبر بتولّي شئون العائلة، وكالمعتاد كان خليفة الحدّي القائم على الشئون المالية، وفي إحدى المرّات اختلف الإخوة وقاموا بضربه، ضرباً مبرحاً، وقد نُقل على إثر ذلك إلى المستشفى بالإسعاف، ومن ثمّ تحوّلت القضية إلى مركز الشرطة، ومن ثمّ تحوّلت القضية إلى النيابة العامّة، ولكنّه لم يأخذ حقّه ممّن ضربه إلى الآن.

لماذا لم نجد القانون يُنصف الأخ الحدّي؟ وهل ثمة أحد فوق سلطة القانون؟ ومتى سيحكم بالعدل لخليفة الحدّي؟ وكيف تُرجع كرامته التي داسها الأبناء قبل ضربه؟ ينسى الصافع ولا ينسى المصفوع، ونعتقد بأنّ هذا الرجل مازال في ألمه النفسي هو وزوجته وعائلته إلى أن يأخذ حقّه ممّن ضربه بهذه الطريقة!

نحن في دولة القانون والمؤسّسات، إذاً لابد للقانون أن يأخذ مجراه فوق أي اعتبار، فلا سلطةً لأحد فوق سلطة القانون، ولا قوة لأحد فوق قوة القانون، ومن دون القانون فلا تبقى دولة قانون ولا مؤسّسات.

لا نستطيع التعبير عن مدى الألم الذي يعانيه الحدّي، ولا نستطيع تصوير مدى الإهانة والإذلال الذي شعر بهما، ولكننا حتماً نحاول توصيل مشاعره إلى من يهمّه الأمر، حتى لا تتفاقم المشكلة، وتخسر الدولة ابناً بارّاً بها، إن لم تخسره فعلاً بسبب ما توالى عليه من أحداث.

فمهما علا صوت أحدهم بأنّنا أحرار، فإنّ دليل الحرّية مقوّض وغير معروف ولا واضح، عندما نشاهد دليلاً حيّاً على قضايا سابقة لأهل البحرين وعلى قضيّة الحدي الساخنة حالياً، فدليلنا وضعهم المزري وضربهم الوحشي وتغييب أصواتهم، وهي المعيار على انتهاك الحرّية، فإن لم تقل ما أرضاه وتفعل ما أريده، فإنّك ملاحقٌ لا تواني عن ذلك!

يُطالب خليفة الحدّي الدولة بحكومتها، أن تأخذ حقّه ولا شيء آخر، فلم يطالب بتعويض ولم يطالب بمال، وإنما طالب بإرجاع حقّه في الألم الكبير، ألم الكرامة التي إن سُلِبت لا يرتاح الإنسان إلى أن يسترجعها، فهذه هي طبيعة البشر الأحرار، ولا يعرفها معشر عبَدة المال.

ختم الحدّي حديثه مع «الوسط» بالقول: «لن أتنازل عن حقي، وأسترشد في ذلك بكلمة جلالة الملك التي أكّد فيها أنّ كل صاحب حق يجب أن يأخذ حقّه، وأنا على يقين بأننا في دولة المؤسسات والقانون، والقانون يجب أن يشمل الجميع»، ونحن مع قول خليفة الحدّي قلباً وقالباً، فإذا لم ترجع الحقوق رجعت المأساة على الوطن الغالي بسبب الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.

خليفة الحدّي... أُهينت كرامتك بسهولة، ولكن إرجاعها سيحتاج إلى طريق طويل، ومطلبك أنتَ إعادة الاعتبار لك، وهو مطلب من أصابته الإهانة مثلك في أمور أخرى.

مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3650 - الثلثاء 04 سبتمبر 2012م الموافق 17 شوال 1433هـ

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 965



خدمات المحتوى


تقييم
9.01/10 (10 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى