جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
05-11-14 11:56
كنتُ أتحدث مع أحد المستشارين في إحدى الوزارات، وأخبرني نقلاً عن مدير: مريم تظن بأنّ موضوعها ما هو إلاّ شخطة قلم! وفي اليوم نفسه توجّهت إلى مستشار آخر في وزارة أخرى، وقال لي: يا مريم ما هي إلاّ شخطة قلم! ما رأيكم في شخطة القلم هذه؟ إنها خطيرة فعلاً!
المشكلة أنّ شخطة القلم تكون سريعة لدى بعض النّاس المميزّين، وبطيئة جداً وبها آليّات وعثرات، وفي النهاية يُرفض الطلب لدى آخرين، ونعلم المعيار الذي يتّبعه البعض في شخطات الأقلام، وكما يقول المثل: «إن حبّتك عيني ما ضامك الدهر»! وهي دليل حي على تسريع بعض المعاملات من دون الذهاب والإياب، فقط لأنّك داخل قرّة العين و»تستاهل»!
ما شخطة القلم هذه؟ وكيف نصل إليها؟ فأغلبنا يشقى ذهاباً وإياباً، أياماً وسنوات، في انتظار شخطة القلم، وغيرنا لا يطالب ولا يريد ولا يعمل وليس متميّزاً، ولكن شخطة القلم جاهزة له في أي وقت، أوتعلمون لماذا؟ لأنّنا في بلد التميّز، إذ يتميز كل من يطبّل وينافق ويتمصلح لذلك المسئول، وخصوصاً في القطاع العام، فبشخطة قلم قد يحصل بعضهم على ترقية ورتب سنة وسنة، وكذلك بشخطة قلم يترقّى كالصاروخ، وأيضاً بشخطة قلم يحصل على الدراسات العليا، لأنّ المسئول يتميّز بأنّه قد وصل بشخطة قلم مع أنّه قد لا يكون أهلاً لذلك، وما أكثر شخطات القلم!
أما أولئك المنحوسون والمغضوب عليهم أمثالنا، فشخطة القلم أبعد ما تكون عنّا جميعاً، فتنقلب شخطة القلم إلى شخطة قلم في الإنذار والخصم والتوقيف والتحقيق، وتتأخّر وتصعب هذه الشخطة في الترفيع والترقية والدراسة، لأنّ معيار التميّز عند أصحاب شخطة القلم حسب المعايير الدولية والإقليمية والمحلّية، تصب عند صاحب المصلحة!
لماذا شخطة القلم لا تصيبنا بسهولة؟ وهل نحتاج إلى سنوات تلو السنوات، وزيارات تلو الزيارات إلى المسئولين في الدولة، حتى نحصل على حق من حقوقنا كغيرنا؟ فغيرنا مستثنى من المستثنى ليحصل على ما يريده، ونحن نشقى بالنعيم بعلمنا من دون استثناء، وفي طوابير الانتظار!
نسى أولئك أنّ شخطة القلم في غير محلّها تدمّر الأمم، وفي محلّها تعمّر الأمم، ولنا أسوة حسنة في المجتمع الغربي المتقدّم، ففي ألمانيا مثلاً، تدرس بكالوريس الكيمياء، وتدرس الصحافة كدراسات عليا، ونجدهم مجتمعاً متعلّماً ومتقدّماً في جميع المجالات، ولم تقصّر تلك الشقراء «ميركل»، التي أتمنى في يوم من الأيام تقبيل جبينها، فلقد وضعت العلم نصب عينيها ولم تبخل بشخطة القلم على مواطنيها وشعبها، حتّى ولو كانوا من الحزب الآخر! فهل لنا في ميركل على الأقل أسوة حسنة؟ وفي عالمنا الثالث المتخلّف مهما بروزنا التقدّم والتميّز، نبقى معتمدين على شخطة القلم! فربّما يُصبح أفّاقٌ وعليه كثير من القضايا بين ليلة وضحاها وزيراً بشخطة القلم هذه!
يا شخطة القلم اعلمي بأنّ هناك مواطنين لا يطأطئون الرأس، ويتّخذون من قول الجاهلي العالي الحر عنتر بن شدّاد مبدأً في حياتهم، لأنّه القائل وقوله كالصخر:
لا تسقني ماء الحياة بذلّة
بل فاسقني بالعزِّ كأس الحنظلِ
ماء الحياة بذلّة كجهنّمِ
وجهنّم بالعزِّ أطيب منزلِ
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|